غزة ــ رائد لافي
3 شهداء وظهور «جيش الأمة» وهجوم على مدرسة أميركية

لم تكن غزة غائبة عن محادثات الرئيس الأميركي جورج بوش في إسرائيل، حيث أطلعه رئيس الوزراء إيهود أولمرت على نيته القيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع، الذي يعيش على وقع اعتداءات أوقعت 3 شهداء أول من أمس، واحتجاجات على زيارة الضيف الأميركي.
وذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» أن أولمرت أبلغ بوش أن إسرائيل على وشك القيام بعملية عسكرية كبرى في قطاع غزة. وأضافت أن وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك «وضع الرئيس الاميركي في أجواء ما يحدث في قطاع غزة»، مشيراً إلى وجود «كميات
هائلة من وسائل القتال والمواد المتفجرة التي تهرّب من مصر، واستعدادات حماس لتوسيع العمليات في الجانب الاسرائيلي».
وأوضح أولمرت لبوش، أن «إسرائيل تقترب من نقطة اللاعودة التي ستنطلق فيها الى عملية عسكرية كثيفة ضد مراكز الإرهاب الفلسطيني، حيث مئات الفلسطينيين، وربما أكثر، من شأنهم أن يتضرروا من هذه العملية». وقال «حذرنا مراراً، لكن من حقنا وواجبنا أن نحمي مواطني اسرائيل وأن نوقف نار الصواريخ على مستوطنات النقب».
وكشف مقربون من اولمرت، للصحيفة نفسها، أن «إدارة بوش ستبدي تفهماً وتسمح لإسرائيل بالدفاع عن مواطنيها في ما يخص العملية على غزة بالذات».
في هذا الوقت، اغتالت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين، بينهم مقاوم ومدنيان، في «جريمتين» منفصلتين في قطاع غزة أول من أمس. واستشهدت خضرة وهدان (30 عاماً) والشاب محمد الكفارنة (22 عاماً)، بعدما سقط صاروخ اسرائيلي قرب بناية سكنية في بلدة بيت حانون، شمال القطاع.
كذلك استشهد المقاوم في صفوف ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، أمجد عبد الدايم (26 عاماً)، وأصيب أربعة آخرون، في قصف مدفعي اسرائيلي استهدف مجموعة من المقاومين كانت تهم بإطلاق صواريخ محلية الصنع في تجاه البلدات والأهداف الاسرائيلية المتاخمة للقطاع، شمال بلدة بيت لاهيا.
ولم تتوقف حركة التظاهرات والمسيرات في غزة المناهضة لزيارة الرئيس الأميركي، الذي نعته متظاهرون بـ«رأس الإرهاب الدولي»، فيما أظهرت الزيارة إلى العلن تنظيماً جديداً أطلق على نفسه «جيش الأمة» هدفه «القضاء على بوش وأعوانه من العرب والمسلمين».
ووصف متحدث باسم «جيش الأمة»، في مؤتمر صحافي عقده في مدينة خان يونس، الولايات المتحدة بأنها «رأس الكفر، وتدير الحرب على كل ما هو إسلامي بدءاً من أفغانستان ومروراً بالشيشان وفلسطين».
ولم يخض المتحدث كثيراً في هوية التنظيم الجديد، مكتفياً بالقول «نحن شباب مسلم من بيت المقدس ومن أهل السنة والجماعة»، نافياً أي ارتباط للتنظيم بتنظيم «القاعدة» أو جماعة «فتح الإسلام»، إلا أنه استدرك بأن «فتح الإسلام والقاعدة إخوة لنا، وليس بيننا أي اختلاف في العقيدة لكن ليس بيننا أي ارتباط تنظيمي».
وشنت حركة «حماس» هجوماً عنيفاً على خطابي الرئيسين الفلسطيني محمود عباس والأميركي، بينما وصفت حركة «الجهاد الإسلامي» زيارة بوش بأنها «كارثية»، وسيخلفها حمام دم، لا دولة فلسطينية.
وفي إطار الغضب من الزيارة، اقتحم مسلحون مجهولون أمس المدرسة الأميركية غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ودمروا «قاعة الفن» في الطابق الثاني من المدرسة بواسطة قذيفة (آر بي جي)، مخلفين دماراً في واجهة المبنى.