رام الله ــ أحمد شاكر
كشف مسؤول فلسطيني واسع الاطلاع، لـ«الأخبار» أمس، أن الإدارة الأميركية أرسلت إشارات واضحة للجانب الفلسطيني ترفع فيها الحظر عن الاتصال وإجراء الحوار مع حركة «حماس». وأوضح أن الإدارة الأميركية أبلغت السلطة الفلسطينية قبل نحو أسبوعين، في رسالة عاجلة وسرية أطلع الرئيس محمود عباس بعض المقربين جداً منه عليها، أنه لا مانع من إجراء حوار مع «حماس» لاحتواء نفوذ إيران المتزايد داخل الحركة.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن تصريحات عباس خلال الأسبوعين الماضيين بدت بوضوح، مختلفة تماماً عن تصريحاته السابقة التي كان يهاجم فيها حركة «حماس» بشدة، وخصوصاً في خطابه الأخير في ذكرى انطلاقة حركة «فتح».
ونفى المسؤول أن تكون هناك جهود سعودية ومصرية حتى هذه اللحظة لإطلاق حوار بين حركتي «فتح» و«حماس»، لكنه توقع أن تبدأ هذه الجهود بعد انتهاء جولة بوش الحالية، مع إشارته إلى أن عباس أبلغ الملك السعودي عبد الله، والرئيس المصري حسني مبارك وملك الأردن عبد الله الثاني الرسالة الأميركية.
وأوضح المسؤول أن الرياض والقاهرة لا تزالان تدرسان موقفي «حماس» و«فتح»، وتبحثان عن أفضل السبل لإعادة حوار قادر على تجاوز الصعاب القائمة حالياً بين الجانبين.
وقال المسؤول الفلسطيني إن «الإدارة الأميركية قلقة جداً من سيطرة التيار المتشدد في حماس، والمدعوم من إيران مباشرة، على دوائر صنع القرار الرئيسية في الحركة، وتعتقد بأن حواراً بين فتح وحماس سيضعف هذا التيار».
وتوقّع المسؤول نفسه، المقرب من أبو مازن، أن «تشهد الأشهر المقبلة محاولات جدية لعودة الحوار بين فتح وحماس». وأوضح أن «السلطة ترى أن حماس تريد الحوار بشروط عباس لكنها تريد تأمين ظهرها قبل البدء بهذا الحوار، وخصوصاً لجهة حماية عناصرها الذين اشتركوا مباشرة، وهم معروفون في غزة جيداً، في أحداث الانقلاب منتصف حزيران الماضي».
وأشار المسؤول إلى أن «هذا العائق في إمكان فتح أن تتجاوزه لأن عدداً من عناصرها مشتركون في جرائم مماثلة، ويمكن أيضاً تجاوز العائق بمصالحة وطنية شاملة ودفع الدية لأهالي المقتولين وضحايا الأحداث الداخلية، وهو ما تطرحه حماس وتسعى لتطبيقه في قطاع غزة».
وكشف المسؤول عن «وجود تيار في السلطة الفلسطينية وحركة فتح لا يرغب في عودة الحوار بين الحركتين لأنه مستفيد من وجود الفجوة بين الطرفين».