شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلّم، خلال مقابلة بثّتها قناة «العربيّة» التلفزيونيّة أوّل من أمس، على أنّ بلاده لا تسعى إلى حلّ عسكري لصراعها القائم مع إسرائيل، مشيراً إلى استعدادها لاستئناف محادثات السلام.وقال المعلّم «نحن لا نبحث عن حلّ عسكري (مع إسرائيل) على الإطلاق، ولهذا السبب شاركنا في مفاوضات السلام في مدريد عام 1991، وانخرطنا في محادثات مع الإسرائيليّين، لمدّة 10 سنوات، برعاية أميركيّة»، مشيراً إلى «أنّنا ذهبنا إلى (مؤتمر) أنابوليس، ونحن مستعدّون لاستئناف محادثات السلام على السكّة السوريّة، بطريقة لا يكون فيها تضارب مع التقدّم على السكّة الفلسطينيّة».
وأضاف المعلم أن زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المنطقة ليست خطوة إلى الأمام على طريق السلام، مشيراً إلى أنّه «ليس هناك تقدّم على السكّة الفلسطينيّة ولا على السكّة السوريّة»، ومنتقداً السياسة الخارجيّة الأميركيّة «البيضاء والسوداء التي تعتمدها إدارة بوش».
وعن انتقاد بوش للرئيس السوري بشّار الأسد، حين قال إنّ «صبري قد نفد منه منذ وقت طويل»، ردّ المعلّم بالتشديد على أنّ «العالم بأجمعه فقد صبره من سياسات بوش».
من جهة أخرى، وبُعيد قطع الاتصالات بين الحكومتين السورية والفرنسية إثر إخفاق الجهود الرامية لإيجاد مخرج للأزمة السياسية في لبنان، وصل إلى سوريا الثلاثاء الماضي وفد فرنسي يضمّ رئيس لجنة الصداقة الفرنسية ـــــ السورية في الجمعيّة الوطنية الفرنسية برنار بابت والبرلمانيّين جاك لوك رايتزر وجيروم لامبير. وبعد لقاء مع الأسد، شدّد بابت على ضرورة «إعادة إحياء العلاقات في جميع الميادين»، وعلى «أهميّة تطوير ودفع العلاقات التاريخيّة بين فرنسا وسوريا بما يخدم مصالحهما المشتركة»، فيما رأى رايتزر، المنتمي إلى الحزب الحاكم «تجمّع الحركة الشعبيّة»، أنّه «لا غنى عن سوريا» لمعالجة الأزمات في الشرق الاوسط. وأضاف رايتزر «كذلك، تحتاج سوريا إلى فرنسا إذا أرادت المضي في تنميتها الاقتصادية».
ومن جهته، أشار الرئيس السوري إلى «العلاقات التاريخية التي تربط فرنسا بالشرق الأوسط» و«المسؤوليّات الملقاة على عاتق فرنسا لفهم مشكلات هذه المنطقة وإيجاد حلول واقعية لها».
ويشار إلى أنّ زيارة بابت هي الثانية إلى سوريا بعد زيارته الأولى ضمن وفد برلماني فرنسي في أيلول عام 2003 ضمّ أيضاً النائبين رايتزر ولامبير.
(أ ب، يو بي آي، أ ف ب)