القاهرة ــ خالد محمود رمضان
لا تتوقّف المشاكل بين مصر وإسرائيل عن الظهور؛ فبالإضافة إلى التوتّر الذي ساد العلاقات الثنائيّة أخيراً على أساس الاتهامات الإسرائيلية لمصر بتسهيل مرور الأسلحة من الأراضي المصرية إلى قطاع غزّة، عادت قضيّة احتمال أن يكون جنود إسرائيليون قد عذّبوا جنوداً مصريّين قبل دفنهم في مقابر جماعيّة خلال حرب 1967.
وكشفت مصادر مطّلعة في وزارة الخارجية المصرية أمس أنّ القاهرة بدأت سلسلة من الاتصالات مع مسؤولين فلسطينيّين وإسرائيليّين للوقوف على حقيقة العثور منذ فترة، على رفات 30 جنديّاً مصرياً يُعتقد أنهم قُتلوا في حرب عام 1967 في قبر جماعي في صحراء سيناء بالقرب من الحدود مع الدولة العبرية.
وكشفت مصادر أمنية أنّه تمّ وضع حراسة أمنية على المنطقة، واستخراج الرفات التي كان يرتدي أصحابها الزيّ العسكري بالقرب من منطقة الشيخ زايد بين مدينة العريش المتوسّطية، ومدينة رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وذلك بعدما أبلغ شخص بدوي، عناصر الشرطة عثوره على القبر عندما كان يحفر لوضع أساسات منزل في منطقة أبو هولي قرب مدينة الشيخ زويد التابعة لشمال سيناء.
ولفتت المصادر إلى أن الرفات ستخضع لدراسة خبراء في الطبّ الشرعي، لتحديد ما إذا كانت قد دُفنت بعد مقتل أصحابها في المعارك، أم أنّه جرى إعدامهم، مرجّحاً أنّ الجثث تعود إلى حرب عام 1967.
وأشارت المصادر إلى أنّ هذه الاتصالات تشمل أيضاً الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل، مؤكّدة أنّ القاهرة طلبت مساعدة الأخير على اعتبار أن مؤسّسة «الأقصى» التي يرأسها كانت قد أعلنت في وقت سابق عن عثورها على رفات لمئات من الأشخاص المسلمين الذين كان بعضهم في زيّ عسكري ودفنوا في مقبرة جماعية في أم الرشراش (ايلات) المطلّة على البحر الأحمر جنوب فلسطين المحتلّة.
وبيّنت المؤسّسة، في بيان لها، أن ما دفعها إلى تأكيد الهوية الإسلامية والعسكرية لأصحاب الرفات، هو أجزاء مصحف وبقايا أزياء عسكرية وأسلحة خفيفة عُثر عليها في المقبرة، مشيرة إلى أن الضحايا تعرّضوا على ما يبدو لعملية إعدام إما شنقاً أو رمياً بالرصاص، بدليل وجود حبال في المقبرة وآثار دماء وطلقات نارية على بقايا ملابسهم.
وكان النائب المصري المستقلّ، طلعت السادات، قد تقدّم بطلب إحاطة إلى رئيس مجلس الشعب المصري، فتحي سرور، «لمناقشة هذه القضية في أسرع وقت».
على صعيد آخر، أكّد مصدر سياسي إسرائيلي أنّ اتصالات تجرى حالياً بين القاهرة وتلّ أبيب بشأن قضية تهريب السلاح إلى غزّة، وأن التوتر الذي ساد العلاقات بين الجانبين أخيراً أخذ يتلاشى.
ونقلت إذاعة إسرائيل عن المصدر قوله إن إسرائيل تتوقّع من مصر أن تقوم بـ«مزيد من الجهود للجم عمليات تهريب الأسلحة»، مشيراً إلى أن وفداً أمنياً مصرياً سيصل إلى إسرائيل قريباً لمناقشة هذه القضية، وأن مصر ستتسلم عتاداً أميركياً لاكتشاف الأنفاق.