الجزائر ــ حياة خالد
لم ترق الجولة الثالثة من المفاوضات بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، التي جرت من 7 إلى 9 كانون الثاني 2008 في مانهاست قرب نيويورك، إلى مستوى الآمال المعقودة عليها، واقتصرت نتائجها على الاتفاق على عقد جولة رابعة في الحادي عشر من آذار المقبل.
ورأى المراقبون أن الذهاب إلى جولة رابعة من المفاوضات دليل على إخفاقهما في التوصل إلى حل ورأب الصدع. ولم تتعد المفاوضات محاولة تقريب وجهات النظر بين الجانبين، وطرح قضية حقوق الإنسان التي يتبادل فيها الطرفان الاتهامات.
وانتقد المغرب تصريحات الجبهة، التي رأى أنها حملت في طيّاتها التهديد بإعادة حمل السلاح والعودة إلى الحرب. وقال وزير الاتصال المغربي خالد الناصري «إن جبهة البوليساريو جاءت إلى المفاوضات مفعمة بالإملاءات الجزائرية، وإنها تحت الوصاية الجزائرية، ولا تستطيع أن تتخذ أي قرار من دون أن ترجع إلى الجزائر».
ودعا وزير الخارجية المغربي، الطيب الفاسي، الجزائر، التي تربط تطبيع العلاقات مع الرباط بجدية التسوية للنزاع على الصحراء الغربية، إلى العمل مع بلاده من أجل وضع حد للتراجع الحاصل في منطقة الساحل والصحراء المعرّضتين لكل أشكال التهديدات. وشدّد الفاسي على أن «المغرب لن يتنازل عن الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع»، مشيراً إلى أن «عقد الجولات المتتالية من دون تحقيق تقدم ناجم عن تعنت وفد البوليساريو».
أما رئيس وفد الصحراء الغربية، محفوض علي بيبة، فقد رأى أن الاتفاق على جولة رابعة «خطوة إيجابية»، مشيراً إلى أن الجولة الحالية عززت «المواقف التي تدافع عنها جبهة البوليساريو، وهي المواقف التي ترمي إلى تعميق المفاوضات بين المغرب والصحراء الغربية، بهدف تطبيق لوائح مجلس الأمن الدولي الداعية إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية، تحت إشراف الأمم المتحدة».
ووصف بيبة المفاوضات بأنها «هامة»، مشيراً إلى أنها «سمحت بتعميق النقاش السياسي بشأن شكل وأساليب تطبيق قرارَي مجلس الأمن رقم 1754 و1783 من أجل إيجاد حل مقبول من كلا الطرفين، ويمكّن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير بكل حرية». ودعا المفاوض الصحراوي الجانب المغربي إلى «التخلي عن سياسة الأمر الواقع والكف عن محاولة فرض حل أحادي الجانب»، معبّراً في الوقت نفسه عن أمله في إجراء مفاوضات «حقيقية ومكثفة» في آذار.
ومن المقرر أن يقوم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، بيتر فان فالسوم، الذي توسّط الطرفين في المفاوضات، بإعداد تقرير عن التقدم المسجّل خلال هذه الجولة وعرضه على الأمين العام بان كي مون، الذي سيرفعه بدوره إلى مجلس الأمن قبل نهاية الشهر الجاري، قبل جولة ستقوده إلى المغرب ومخيمات اللاجئين والجزائر وموريتانيا، سعياً إلى دفع مسار المفاوضات المتعثّر حالياً.