strong>طمأن الحلفاء إلى التزام أميركا أمنهم... ودعاهم إلى «الحفاظ على الحكومة اللبنانية»
استغل الرئيس الأميركي جورج بوش، أمس، منبراً خليجيّاً لإطلاق أشرس حملة اتهامات ضد طهران، التي صنّفها بأنها «تهديد للأمن العالمي»، ودعوة الحلفاء العرب إلى الانضمام إلى الجهود الأميركية لمواجهة الخطر الإيراني «قبل فوات الأوان»، معتبراً أنها «تموّل الإرهابيين المتطرفين، مثل حزب الله الإرهابي، وتقوّض استقرار لبنان».
هجوم بوش على إيران جاء خلال خطاب عن الديموقراطية أطلقه من العاصمة الإماراتية أبوظبي، التي مثّلت المحطة الثالثة في جولته الخليجية التي من المرتقب أن يختتمها اليوم في السعودية بعد زيارته أول من أمس الكويت والبحرين.
وقال بوش، في كلمته التي ألقاها أمام مئات المسؤولين والدبلوماسيين والمواطنين في فندق قصر الإمارات في أبو ظبي، إن «إيران هي اليوم الدولة الراعية الأولى للإرهاب. إنها تقوّض السلام من خلال دعم حزب الله الإرهابي في لبنان وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في المناطق الفلسطينية والمتشددين الشيعة في العراق وطالبان في أفغانستان. وأعمالها تهدّد أمن الدول في كل مكان». وأضاف إن طهران «ترسل مئات ملايين الدولارات إلى المتطرفين حول العالم»، بينما «تبقي شعبها في حالة فقر». وتابع «إنها تحاول ترهيب جيرانها بصواريخها وخطابها العدائي».
وشدّد بوش على أن «الولايات المتحدة تعزز التزامها القديم في مجال الأمن مع أصدقائها في الخليج وهي تجمع أصدقاء في العالم لمواجهة هذا الخطر قبل أن يفوت الأوان». ودعا النظام في طهران إلى «الإصغاء لرغبة» الشعب الإيراني.
وقال بوش «نقول لشعب إيران، أنتم أغنياء بثقافتكم وبموهبتم ولديكم الحق في العيش في ظل حكومة تصغي الى رغباتكم». وأضاف «ندعو النظام في طهران الى الاستماع إلى إرادتكم ووضع نفسه في موضع مساءلة تجاهكم... لسوء الحظ، إن حكومتكم ترفض لكم هذه الفرص وتهدّد سلام جيرانكم واستقرارهم». وتابع «سيأتي يوم يحظى فيه الإيرانيون بحكومة تؤمن بالحرية والعدالة، وتنضم فيه إيران إلى أسرة الدول الحرة. وعندما يأتي هذا اليوم، لن يكون لكم صديق أفضل من الولايات المتحدة ».
وفي شأن القضية الفلسطينية، دعا الرئيس الأميركي القادة العرب الى دعم جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال «ندعوكم الى موافاتنا عبر الالتزام بتأمين الموارد اللازمة لمساعدة الفلسطينيين على بناء مؤسسات مجتمع حر».
وتطرق الرئيس الأميركي إلى مسار الديموقراطية في الدول الخليجية، فأشاد بتجربة الإمارات الانتخابية والانتخابات في السعودية والبحرين وقطر والكويت. ودعا حلفاءه إلى تبني سياسة واقتصاديات مفتوحة، مشيراً إلى أنه «لا يمكن أن تتوقّع من الناس أن يؤمنوا بوعود مستقبل أفضل إذا كانوا يسجنون للاعتراض سلمياً على حكومتهم». وأضاف «نعلم من التجربة أن الديموقراطية هي نظام الحكم الوحيد الذي يؤمّن استقراراً وسلاماً دائمين».
ورأى الرئيس الأميركي أن «السلاح لمحاربة قوى التطرف يكمن في التوق إلى الحرية والعدالة». وأضاف «نرى هذه الرغبة في 12 مليون عراقي أدلوا بأصواتهم ضد القاعدة، وفي الفلسطينيين الذين انتخبوا الرئيس محمود عباس وفي آلاف اللبنانيين الذين نجحت احتجاجاتهم في تخليص بلادهم من محتل أجنبي».
وفي ختام خطابه، وجه الرئيس الأميركي رسائل إلى شعوب المنطقة. وقال للشعب الفلسطيني «إن الكرامة والسيادة من حقكم وهي باتت قريبة». ودعاهم إلى مساعدة عباس «لأنه يؤمن بأن التقدّم يكون عبر المفاوضات السلمية». وجدّد بوش التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل. وقال للإسرائيليين «تعلمون أن السلام والمصالحة هما المسار الأفضل لأمن طويل الأمد»، مشيراً إلى أن السلام «يتطلب قرارات صعبة».
وإلى «قادة الشرق الأوسط الذين يحاربون التطرف»، قال بوش «إن الولايات المتحدة ستقف إلى جانبكم، ونحثكم على مساعدة الشعب الفلسطيني في بناء دولته والشعب اللبناني على الحفاظ على حكومته وسيادته في مواجهة ضغوط الخارج من جيرانه».
وكان بوش قد زار أول من أمس البحرين، حيث تفقّد مقر الأسطول الخامس الأميركي بعد أيام من الاحتكاك بين الزوارق الأميركية والإيرانية في مضيق هرمز. وشدّد ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة على متانة العلاقات البحرينية ــــــ الأميركية، وأشاد بقوة بالولايات المتحدة. ومنح بوش وسام عيسى من الدرجة الأولى، وهو أعلى وسام بحريني.
بدوره، قال بوش «أنا فخور جداً بأن أكون أول رئيس يزور البحرين خلال ولايته»، مشيداً بتنظيم البحرين عمليتين انتخابيتين منذ 2002. وخلص الى القول «أتطلع الى محادثاتنا عن كيفية تعزيز الأمن في الخليج». ورقص بوش مع الملك حمد ومجموعة من الرجال البحرينيين، رقصة تقليدية بالسيف.
وتوجه بوش إلى مجمع القوات البحرية في البحرين التي تستضيف الأسطول الخامس. وانضم إلى الجنود المصطفين لتناول الطعام، وأخذ بعض الفطائر المحلاة ولحم الخنزير ثم جلس مع القوات لتناول الغداء.
ومن المرتقب أن ينتقل بوش اليوم إلى السعودية، التي بدأت تستعد لاستقبال الضيف الأميركي، حيث زيّنت شوارع مدينة الرياض بالأعلام الأميركية والسعودية ويتوسطهما العلم الفلسطيني، في رسالة ذات دلالة من جانب المملكة للتذكير بأهمية القضية الفلسطينية بالنسبة إلى قياداتها.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن الملك السعودي عبد الله والرئيس الأميركي سيبحثان خلال «اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، إضافةً إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
وكانت مصادر مطلعة قد قالت لـ «يونايتد برس إنترناشونال» إنه من المقرر أن يبحث الملك السعودي مع الرئيس الأميركي «عدداً من المواضيع المهمة، منها عملية السلام في الشرق الأوسط الملف النووي الإيراني والأوضاع في العراق ولبنان». وأضافت إنه سيطلب من بوش «ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف عملية الاستيطان في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة إذا كانت الولايات المتحدة جادة في تحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)


نقول لشعب إيران، أنتم أغنياء بثقافتكم وبموهبتم ولديكم الحق في العيش في ظل حكومة تصغي إلى رغباتكم. ندعو النظام في طهران إلى الاستماع لإرادتكم... لسوء الحظ، إن حكومتكم ترفض لكم هذه الفرص وتهدّد سلام جيرانكم. سيأتي يوم يحظى فيه الإيرانيون بحكومة تؤمن بالحرية والعدالة وتنضم فيه إيران إلى أسرة الدول الحرة. وعندما يأتي هذا اليوم، لن يكون لكم صديق أفضل من الولايات المتحدة