strong>ساركوزي يوقّع اتفاقيّة نوويّة «نموذجيّة» مع الإمارات
في محطّته الثالثة من جولته الخليجيّة، وقّع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس الإمارات خليفة بن زايد آل نهيان، في أبو ظبي أمس، اتفاقاً للتعاون الثنائي النووي، بالإضافة إلى اتفاقية للتعاون العسكري، ستحظى بموجبها باريس بـ«قاعدة عسكرية دائمة لقواتها المتعددة» في هذا البلد.
وتتضمّن الاتفاقية، التي وقعها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان،ونظيره الفرنسي برنار كوشنير، «إطاراً للتعاون الثنائي بين البلدين في ما يخص تقويم وإمكان استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية». وبموجبها، ستقوم كلّ من الإمارات وفرنسا بتأليف لجنة مشتركة رفيعة المستوى لمراقبة تنفيذ التعاون في مجالات توليد الطاقة النووية وتحلية المياه والبحوث الأساسية والتطبيقية، فضلاً عن التعاون في مجالات العلوم الزراعية وعلوم الأرض والطب والصناعة.
وقال الشيخ عبد الله بن زايد، بعد التوقيع، إنّ بلاده «تقوم حالياً بإجراء مشاورات واسعة لوضع إطار برنامج عمل لتقويم برنامج نووي سلمي وإمكان تنفيذه بما يضمن الالتزام بأعلى معايير حظر الانتشار النووي والسلامة والأمن النوويّين»، مشيراً إلى أنّ حكومة بلاده تأمل أن «تقدّم الوثيقة بصيغتها النهائية نموذجاً يحتذى للدول التي لا تملك برامج نووية لتقويم إمكان تنفيذ برنامج نووي للأغراض المحليّة السلميّة بدعم كامل من المجتمع الدولي».
وفي السياق، وقّع الشيخ عبد الله، ووزير الدفاع الفرنسي هرفي موران، على اتفاقية للتعاون العسكري بين باريس وأبو ظبي، تنصّ، بحسب وكالة الأنباء الإماراتيّة «وام»، على «تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وتعزيزها من خلال التعاون العسكري»، وتكوّن «إطاراً من أوجه التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات».
وقال الأدميرال الفرنسي جاك مازار، الذي أشرف على صياغة الاتفاقيّة، إنّ فرنسا ستحظى، بموجب الاتفاقيّة، على «قاعدة دائمة لقواتها المتعددة قوامها بين 400 و500 عسكري» في الإمارات، فيما أوضح المساعد العسكري لساركوزي، إدوارد غييو، أن القاعدة ستُبنى في أبو ظبي، وهي الإمارة الأغنى والأكبر من بين الإمارات السبع، وستصبح جاهزة بحلول عام 2009.
وستكون القاعدة الفرنسيّة الأولى من نوعها في الخليج العربي، وستواجه معبر هرمز الاستراتيجي، حيث يمرّ معظم النفط المصدّر إلى العالم، حسبما أوضح مصدر مقرّب من الرئاسة الفرنسيّة، تحدّث لوكالة «فرانس برس».
وكان ساركوزي والشيخ خليفة بن زايد قد عقدا جلسة من المباحثات في قصر المشرف في أبو ظبي، بحضور نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة ولي عهد أبوظبي، الفريق أوّل محمد بن زايد آل نهيان، تطرقت إلى سبل تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وخصوصاً السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية والاستثمارية، التي شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً عكَس رغبة قيادتي البلدين في توسيع آفاق التعاون المشترك.
وعبّر الرئيس الإماراتي، خلال المباحثات، عن «الارتياح لما وصلت إليه علاقات التعاون والشراكة التي تربط فرنسا ودولة الإمارات»، فيما رأى ساركوزي أن الإمارات «أصبحت نموذجاً ناجحاً بين دول المنطقة، سواء على المستوى السياسي أو على مستوى التنمية الاقتصادية والبشرية»، مبدياً اهتمام فرنسا في تطوير علاقاتها مع هذا البلد، وخصوصاً السياسية والثقافية والاقتصادية. وكان سيّد الإيليزيه وصل إلى أبوظبي آتياً من قطر، التي عرّج عليها أوّل من أمس، بعد زيارة السعوديّة.
(أ ف ب، يو بي آي)