مهدي السيد
مطالبات يمينيّة بإعلان «حالة الحرب» في الجنوب

أثارت عملية القنص التي نفذتها حركة «حماس»، والتي أدت إلى مقتل أحد المتطوعين الأجانب من الإكوادور كان يعمل في مستوطنة «عين هاشلوشا» قرب قطاع غزة، ردود فعل صاخبة على الحلبة الإسرائيلية، وخاصة أنها المرة الأولى التي تلجأ فيها هذه الحركة الإسلامية إلى هذا الأسلوب في هذه المنطقة، وتنجح في تحقيق إصابة قاتلة.
رد الفعل الأول جاء من جانب رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت، الذي ذكرت محافل سياسية إسرائيلية أنه قال «إن ثمة حرباً تدور في الجنوب، وإننا نقاتل يومياً. الحادث الذي حصل في الجنوب مؤسف، ومحافل الإرهاب ستدفع ثمناً باهظاً».
بدوره، قال نائب وزير الدفاع، متان فلنائي، إنه لم يكن معلوماً حتى الآن أن لدى قناصة حماس بنادق مزودة بمناظير تلسكوبية، وأن هذه ظاهرة جديدة وغير معروفة، يتعين إيجاد حل لها.
وأضاف فلنائي أن الجيش الإسرائيلي يعمل بشكل دائم خلف السياج، إلى الجنوب من القاطع الشمالي، لذلك إن عملية القنص خارجة عن المألوف بحد ذاتها.
بيد أن ردود الفعل الأعنف جاءت من جانب اليمين الإسرائيلي، الذي اتهم الحكومة الإسرائيلية بالتقصير، ودعا إلى المزيد من المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
وفي هذا المجال، قال عضو الكنيست من الليكود، يولي أدلشتاين، إنه «كما حصل في حرب لبنان الثانية، الآن أيضاً تمتنع الحكومة عن إعلان حالة الحرب والطوارئ، على الرغم من بدء المعارك».
وقال عضو الكنيست اليميني المتطرف، آريه الداد، إن «قتل المتطوع على يد قناص من غزة يجب أن يدفع حكومة إسرائيل إلى مفترق طرق». وبحسب كلامه، فإن التحدي الذي يواجهه أولمرت هو «تصفية الإرهاب أو الاستسلام ومغادرة الحقول، وإخلاء الكيبوتسات وسديروت».
في المقابل، حذّر عضو الكنيست عن حركة «ميرتس» اليسارية، ران كوهن، من مغبة تصعيد الوضع في غزة. وقال: «أمس سمعنا من رئيس الحكومة إيهود أولمرت، قوله في لجنة الخارجية والأمن إنه يتحفظ من عملية في غزة، لكن يبدو كما أن المؤسسة الأمنية تحاول دفعه بقوة إلى التسبب بتصعيد لا حاجة له، بحيث يجر المزيد من الضحايا من الطرفين».
وفي السياق، تطرق معلق الشؤون الأمنية في «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاي، إلى عملية القنص، فرأى أن ثمة علاقة مباشرة بينها وبين «عمليات الجيش الإسرائيلي خلف السياج في غزة». وأضاف أنها «لم تكن مجرد عملية انتقام، بل خطوة مدروسة جيداً من حماس تهدف إلى إيجاد توازن ردع في مقابل الجيش الإسرائيلي»، مشيراً إلى أنها «خطوة تهدف إلى التلميح للجيش الإسرائيلي بأنه إذا واصل عملياته غربي السياج الفاصل، فلن يكون في وسع المزارعين الإسرائيليين فلاحة حقولهم شرقي السياج، وهو ما يمكن استخلاصه من خلال تحليل طبيعة الأرض والأحداث».