واشنطن ــ محمد سعيد
حقّق الحاكم السابق لولاية ماساشوستس، الملياردير ميت رومني، فوزاً في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية ميتشيغن أوّل من أمس، هو الأوّل له في السباق لانتزاع تسمية الحزب للانتخابات الرئاسية الأميركية، ويعكّر الزخم القوي الذي كان يتمتع به خلال الأسابيع الماضية منافسه السيناتور عن ولاية أريزونا جون ماكاين.
صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت أنّ فوز رومني في الولاية التي ولد فيها، والتي تولّى والده فيها منصب الحاكم، يعيد خلط الأوراق داخل «الجمهوري» مجدّداً، الذي لم يتمكّن أحد المرشحين الرئيسيين فيه من الفوز بأكثر من ولاية لغاية اليوم. فقد حقّق ماكاين الفوز في نيو هامشير في 8 من الشهر الجاري، في مقابل فوز الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، في انتخابات ولاية أيوا قبل ذلك بخمسة أيّام.
ويبدو أنّ علاقة رومني القديمة مع الولاية، بحسب الصحيفة نفسها، قد ساعدته على تحقيق الفوز فيها؛ فهو ابن رئيس شركة سيّارات سابق تعهّد تقديم مليارات الدولارات من واشنطن في حال فوزه بالرئاسة لتعزيز صناعة السيارات. كما ساهمت رسالته المعارضة لواشنطن في الحصول على دعم الجمهوريين الذين تراجعت ثرواتهم الاقتصادية في الولاية نتيجة ركود صناعة السيارات الأميركية فيها. وفي هذا الصدد، قال الناطق باسم السياسي الجمهوري المنتمي إلى طائفة الـ«مورمون» المثيرة للجدل، كيفن مادن، إن «رسالة التغيير ممزوجة بقدرة الحاكم على تنفيذ الأمور يبدو من الواضح أنها أقوى رسالة حالياً».
وسينتقل السباق الجمهوري إلى ولاية كارولينا الجنوبية، حيث يُنتظر أن تشتد المواجهة بين المرشحين الثلاثة في الانتخابات التمهيديّة الأولى التي تشهدها الولايات الأميركية الجنوبية. وكان ماكاين قد طار إلى هذه الولاية قبل انتهاء فرز الأصوات في انتخابات ميتشيغن، فيما انتقل رومني إليها أمس، حيث من المقرر أن يقوم بجولة على متن حافلة للترويج لحملته الانتخابية هناك.
وعقب اعترافه بخسارة ميتشيغن، قال ماكاين (71 عاماً)، «للحظة في نيوهامشير، اعتقدت أن السباق سيكون سهلاً. لقد قمنا بما نستطيع: ذهبنا إلى ميتشيغن وقلنا الحقيقة للناس».
ومع الانتهاء من فرز نتائج 89 في المئة من الأصوات في ميتشيغن، تبيّن حصول رومني على نسبة 39 في المئة منها في مقابل 30 في المئة لماكاين فيما حلّ هاكابي ثالثاً بنسبة 16 في المئة من الأصوات فقط.
وفي خطاب الفوز الذي ألقاه، أعلن رومني «انتصار التفاؤل على نمط التشاؤم في واشنطن»، متعهّداً الاستمرار في نهجه الانتخابي طيلة المرحلة المقبلة. وقال «احزروا ما يقومون به في واشنطن؟ إنهم يقلقون. لقد انكسرت واشنطن وسوف نقوم بشيء حيال ذلك». وجدّد رسالته عن «التجديد الاقتصادي» على الصعيد الوطني، قائلاً إنّ المفتاح في الفوز واستمراريّة النجاح هو «أن نكون قادرين على إعادة بناء الاقتصاد».
وفي مقابلة مع شبكة التلفزيون الأميركيّة، «سي أن أن»، قال رومني، في ردّ على سؤال عن «حال أميركا»، «لا تريدون رؤية أميركا تقع في ركود اقتصادي ممتدّ فيما هناك العديد من التحدّيات التي يجب مواجهتها».
هاكابي، القسّ الذي اتّهم منافسيه بأنّهما متأخّران عن الوعي لوجود «عالم من الألم في أميركا»، أمضى معظم الأسبوع الماضي في كارولينا الجنوبية حيث شارك في احتفالات في الكنائس على أمل جذب أصوات المجتمع الإنجيلي الواسع الانتشار فيها. أمّا السيناتور السابق عن ولاية تينيسي، فريد طومسون، الذي حلّ خامساً في ميتشيغن مع 4 في المئة من الأصوات فقط، فسيظهر للمرة الأخيرة في كارولينا الجنوبية خلال حملته السبت المقبل.
أما بالنسبة إلى ماكاين، فقد حملت خسارته في ميتشيغن أسئلة عما إذا كانت حملته الانتخابية قادرة على تحقيق فوز آخر بعد نيوهامشير، وخصوصاً بعدما انجرف التيار الجمهوري بقوة إلى جانب رومني في ميتشيغن.
وفي السياق، أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجرته جامعة «مونموث» بالاشتراك مع مؤسسة «غنيت نيوجرسي»، أن ماكاين والعمدة السابق لنيويورك، رودي جولياني، متعادلان تقريباً في أصوات الناخبين في ولاية نيوجرسي، التي تجري انتخاباتها التمهيدية في 5 شباط المقبل في إطار الـ«الثلاثاء العظيم».
فقد حصل الأوّل على دعم 29 في المئة من الناخبين الجمهوريين في الولاية في مقابل 25 في المئة لمصلحة جولياني. وذكرت صحيفة «آسبوري بارك برس» أنّ التقدّم بأربع نقاط لمصلحة ماكاين يدخل في إطار هامش الخطأ الذي يتحمّله الاستطلاع والبالغ 4 نقاط مئوية.
أمّا في الحزب الديموقراطي، الذي لم يجر انتخاباته التمهيديّة في ميتشيغن، بسبب خلافه مع سلطاتها على الموعد، فتستمر السيناتور هيلاري كلينتون في التقدّم على أقرب منافسيها، السيناتور عن ولاية إيلينوي، باراك أوباما، بنسبة 12 في المئة، وفقاً لما بيّنته نتائج الاستطلاع.