حيفا ــ فراس خطيب
مبادرة أكاديمية مطروحة على مؤتمر هرتسيليا


نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية تفاصيل مبادرة جديدة ستعرض في مؤتمر هرتسيليا الثامن، الأسبوع المقبل، تهدف إلى «حل الصراعات» في الشرق الأوسط، وخصوصاً بين الدولة العبرية وجاراتها، بواسطة «تبادل إقليمي للأراضي».
ويقف وراء المبادرة، الأكاديميان عوزي أراد وجدعون بيغر، من المركز المتعدد المجالات في هرتسيليا. وقال الاثنان إن «اقتراحات تبادل الأراضي والسكان التي قدّمت حتى اليوم، مثل ضم المستوطنات اليهودية إلى حدود الدولة العبرية في مقابل نقل مناطق في النقب إلى الفلسطينيين، لم تتمتع بالليونة التي يمكن إيجادها من خلال صفقة واسعة الأفق بين دول عديدة».
ويرى المبادران أنَّ «صفقة واسعة الأفق، تضم إسرائيل والفلسطينيين ولبنان وسوريا والأردن، من شأنها أن تتيح دورةً من تبادل الأراضي، توفّر مصالح حيوية لكل المشاركين». وبحسب الاقتراح، تحتفظ الدولة العبرية بـ200 كيلومتر مربع من الضفة الغربية المحتلة (3 في المئة من المساحة)، التي تضم الكتل الاستيطانية ومساحات في غور الأردن وبرية الخليل (صحراء يهودا كما يطلق عليها الإسرائيليون)، وفي مقابلها ينال الفلسطينيون مساحات على طول الخط الأخضر، مع أو من دون سكان.
وبحسب المبادرة أيضاً، تحتفظ إسرائيل بـ12 في المئة من مساحة الجولان السوري المحتل، بحيث تضم هذه النسبة غالبية المستوطنات الإسرائيلية، بالإضافة إلى احتفاظها بخط المنحدرات المسيطرة على غور الحولة وبحيرة طبريا من جبل الشيخ، وفي مقابل هذا، ينال السوريون مساحات من لبنان، الذي يحصل في مقابل هذا على 50 كيلومتراً من الأرض على امتداد الحدود الشمالية مع إسرائيل. وتضيف المبادرة أن مصر ستحصل على أرض من إسرائيل توفّر مروراً حراً من مصر إلى الأردن، وفي مقابل هذا، يمنح المصريون الفلسطينيين مساحة في محور رفح ـــ العريش، امتداداً لقطاع غزة المكتظ. وتنقل إسرائيل مساحة أرض صغيرة إلى الأردن في منطقة العرابا، لتوفّر مروراً بينها وبين مصر، وينال السوريون أرضاً في حدودهم المشتركة مع الأردن.
ويشدد المبادران على أنَّ الحدود القائمة في المنطقة، حددتها إمبراطوريتان استعماريتان، بريطانيا وفرنسا، «من دون الأخذ بالاعتبار حاجات سكان المنطقة». ويشيران إلى أن القانون الدولي «يسمح بتبادل الأراضي في حال موافقة الأطراف المتعلقة به».
وعلى الرغم من أنه يمكن تطبيق الاقتراح العام على مراحل، إلا أن المبادرَين يشيران إلى أن الشمولية ستخلق الكثير من «الليونة»، ضمن «ملاءمة الخريطة الجغرافية ـــ السياسية الإقليمية للحاجات الحاضرة منذ عشرات السنين»، وأنَّ الاقتراح يحفظ لكل دولة المساحة التي تحتفظ بها الآن، مع تخطيط مرن أكثر.
يذكر أن فكرة تبادل الأراضي والسكان ليست جديدة في إسرائيل. فقد طرح وزير الشؤون الاستراتيجية المستقيل، أفيغدور ليبرمان، تبادلاً سكانياً بين الإسرائيليين والفلسطينيين، يضمن احتفاظ إسرائيل بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية، وضم منطقة المثلث داخل الخط الأخضر، الذي يسكنه أكثر من 200 ألف فلسطيني، إلى مناطق السلطة الفلسطينية.
ومؤتمر هرتسيليا الثامن حول ميزان المناعة والأمن القومي لإسرائيل يعقد منذ عام 2000، مرة كل عام، ويطرح المشاركون فيه موضوعات متعلقة بالأمن القومي الإسرائيلي، إضافة إلى طروحات تربوية، وطرق لتجديد الجيش الإسرائيلي أو تقويته، والعلاقات السياسية لإسرائيل مع الولايات المتحدة وأوروبا ودول حلف شمالي الأطلسي، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، بالإضافة إلى موضوعات اقتصادية تعرض رؤى واستراتيجيات ومبادرات.