strong>لم تنتهِ تداعيات زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلّم إلى برلين الأسبوع الماضي؛ فردّاً على الانتقادات التي وُجّهَت إلى ألمانيا بسبب استقبال المسؤول السوري، رأى وزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أنّه لا بدّ من الحوار مع دمشق لحلّ أزمات المنطقة من فلسطين المحتلّة إلى لبنان، بالرغم من أنّ سوريا «لا تدعم الحوار القائم حالياً بين إسرائيل والفلسطينيّين»
اختار الرئيس السوري بشّار الأسد مناسبةافتتاح فعّاليات «دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008»، والحضور الدبلوماسي الرفيع المستوى الذي جسّده الرئيس التركي عبد الله غول، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والأمين العام لجامعة الدول العربيّة عمرو موسى، ليصف العاصمة السورية بأنها «عاصمة للكرامة الوطنية وللمقاومة».
وشدد الأسد على أنّ دمشق «عاصمة ثقافة المقاومة بوصفها سمة أصيلة من سمات ثقافتنا العربية، وهي ثقافة الحرية والدفاع عن الحرية، ثقافة المقاومة والإبداع».أمّا خلاصة الزيارة الأولى التي أجراها غول كرئيس دولة إلى العاصمة السورية، فعبّر عنها اتفاق الرئيسين على وجهة نظر موحّدة إزاء أزمات المنطقة، من الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي وصولاً إلى الأزمة السياسية في لبنان والعراق.
وشدّد غول والأسد، حسبما ذكرته وكالة الأنباء السورية «سانا»، على «أهمية تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وعودة الأراضي المحتلّة إلى أصحابها وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام».
وأضافت الوكالة إنّ الرئيسين ناقشا الأوضاع في العراق ولبنان. وأوردت أنّ وجهات النظر جاءت «متطابقة وتؤسّس لاتفاق بنّاء على مختلف القضايا».
أمّا وزير الخارجيّة الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، فقد ردّ على منتقدي قرار بلاده الإبقاء على الحوار مع سوريا في شأن عملية السلام في الشرق الأوسط والأزمة السياسية في لبنان، بحجّة أنّ سنوات العزلة الغربية على دمشق، لم تنفع.
وقال شتاينماير، للإذاعة الألمانية، إن «سياسة عزل سوريا الممتدّة على مدى فترة تراوح ما بين 10 إلى 15 عاماً لم تكن ناجحة في الحقيقة». وأشار إلى أنه بالرغم من موافقة سوريا على حضور مؤتمر «أنابوليس» للسلام في الشرق الأوسط في نهاية تشرين الثاني الماضي، فإنّها لا تدعم الحوار القائم حالياً بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأضاف وزير الخارجية الألماني «إذا أردنا إحراز تقدّم هنا، فعلينا أن نحاول في المستقبل القريب أن نقلّل من عدد المفسدين الراغبين في تعطيل عملية سلام من هذا النوع، لضمان أن تكتب الديمومة والاستمرارية لأيّ نجاحات ممكنة».
وكان شتاينماير قد التقى يوم الخميس الماضي نظيره السوري وليد المعلم في برلين وطالب بأن تؤدي سوريا «دوراً بنّاءً» في عملية السلام الإسرائيليّة ــــــ الفلسطينية والأزمة السياسية في لبنان.
ولم تلتقِ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المعلم. وأشار المتحدّث باسمها إلى «اختلاف تقويم» الزيارة، التي رافقتها التباسات عبّرت عنها وزارة الخارجية الألمانية التي أعلنت أن الحكومتين الأميركية واللبنانية احتجّتا على زيارة المسؤول السوري إلى برلين، قبل أن تنفي وزارة الخارجية اللبنانية أن تكون قد قدّمت احتجاجاً مماثلاً.
(يو بي آي، سانا)