الجزائر ـ حياة خالد
مع ازدياد الأعمال الإرهابية التي أصبحت دول المغرب العربي مسرحاً لها، حذرت وزارة الخارجية البريطانية رعاياها الذين ينوون السفر إلى المغرب من أن «ثمة تهديداً إرهابياً عالياً» فيه، فيما جددت السفارة الأميركية في الجزائر تحذيرها لرعاياها من أخطار مماثلة.
وجاء التحذير البريطاني ضمن آخر تحديث لنصائح السفر الذي شمل عدداً من الدول المصنفة في الدرجة الأولى من درجات التهديد الإرهابي، مثل المغرب وإسبانيا أو دول مصنفة في الدرجة الثانية أو الثالثة ضمن سلم قياس التهديد الإرهابي الذي تعتمده الخارجية البريطانية.
وجاء في التحذير الموجه إلى الراغبين في السفر إلى المملكة المغربية أن «الهجمات يمكن أن تكون عشوائية» أو «موجهة ضد أهداف مدنية بما في ذلك الأماكن التي يرتادها الأجانب».
وسرد التحذير البريطاني مختلف الأعمال الإرهابية التي كان المغرب مسرحاً لها خلال سنة 2007. وشمل جانباً آخر يتعلق بـ«الجريمة العنيفة الآخذة في التزايد». وجاء فيه أن العام الماضي شهد زيادة في تقارير تحذر من «الهجمات العنيفة، بما في ذلك بعض حوادث إطلاق النار واختطاف السيارات في الدار البيضاء».
وأكدت وزارة الخارجية البريطانية أن «الجرائم البسيطة مثل النشل، في تزايد مستمر»، ناهيك عن «التسول العدواني عند ماكينات صرف النقود»، مثل «تزوير بطاقات الائتمان والاحتيال والترهيب لإجبار الزبائن على شراء البضائع» عند التسوق.
ونصائح السفر يتم تحديثها دورياً من قبل الخارجية البريطانية وفق التطورات الأمنية وتقييم الجهات المختصة. وتشمل كل الجوانب، منها الجانب الأمني بشقيه المتعلقين بمستوى التهديد الإرهابي ومستويات الجريمة واستهداف الأجانب.
وبالنسبة لمستويات التهديد الإرهابي، فإن الخارجية البريطانية تقسمها إلى أربعة مستويات «عالية»، وتعني نشاطاً إرهابياً مرتفعاً. و«تهديداً عاماً» يشير إلى مستوى معين من النشاط الإرهابي و«تهديد إرهابي» يعني مستوى منخفضاً من النشاط الإرهابي و«مستوى منخفض» يعني وجود قليل أو لا وجود للنشاط الإرهابي.
والدرجة الأولى من درجات سلّم قياس مستويات التهديد الإرهابي تشمل حسب التقييم البريطاني عدداً من الدول العربية المعروفة بنشاط الجماعات الإرهابية، وعدداً من الدول الأوروبية مثل إسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
من جهة أخرى، حذّرت السفارة الأميركية على موقعها على الإنترنت رعاياها العاملين في الجزائر من التجول في العاصمة بكل حرية، بل طلبت منهم إلغاء خروجهم إلى الشارع إذا لم يكن الأمر ضرورياً.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تصدر فيها السفارة الأميركية مثل هذه البيانات التحذيرية؛ فعقب تفجيرات 11 كانون الأول الماضي، رجحت وقوع تفجيرات في مؤسسات الدولة على غرار مبنى الإذاعة والتلفزيون، ما أثار حفيظة السلطات الجزائرية التي احتجت بسبب الهلع الذي أحدثه البيان الصادر عن السفارة الأميركية في الشارع الجزائري الذي لا يزال يعيش على وقع الإرهاب.