واشنطن ــ محمد سعيد
حقّق الجمهوري جون ماكاين، والسيناتور الديموقراطيّة هيلاري كلينتون، فوزين انتخابيّين خلال نهاية الأسبوع، في ولايتين مختلفتين، معيدين بالتالي خلط أوراق السباق إلى نيل بطاقة حزبيهما إلى الانتخابات الرئاسيّة، التي يبدو أنّ تمهيديّاتها متّجهة نحو المزيد من التشويق.
ففي ساوث كارولينا، هزم ماكاين (71 عاماً)، بهامش ضيّق، منافسه في الحزب الجمهوري مايك هاكابي، خلال الانتخابات التمهيديّة التي شهدتها الولاية، أوّل من أمس، والتي حطّمت مثيلتها عام 2000 أحلام ماكاين في السباق الرئاسي، ووضعت الرئيس جورج بوش على سكّة الفوز.
وبعد إعلان نتيجة انتصاره، قال السيناتور عن أريزونا، أمام حشد من مؤيّديه في تشارستون، «لقد تطلّب الأمر (الفوز) بعض الوقت، ولكن ما معنى 8 سنوات بين الأصدقاء». وأضاف «نحن نمضي جيداً على طريق» الفوز «وشعوري جيّد جدّاً».
وهذا هو الفوز الثاني لماكاين في التمهيديّات الجارية، بعدما كان قد حسم الانتخابات في نيوهامشير. والاستحقاقان زكّاهما الدعم القوي من المحافظين، فقد أظهرات النتائج في ساوث كارولاينا أنّ 7 مقترعين جمهوريّين من أصل 10 مقترعين في الولاية وصفوا أنفسهم بأنّهم «محافظون».
وعلى الرغم من أنّ معظم المقترعين كانوا محافظين متديّنين، إلّا أنّ ذلك لم يكن كافياً ليحقّق القس هاكابي فوزاً يلحقه بذلك الذي أمّنه في أيوا، حيث راهن على دعم الإنجيليّين.
وفيما ستشهد الولاية المذكورة في 26 من الشهر الجاري، انتخابات الديموقراطيّين، تشير الاستطلاعات الأولية إلى تقدّم السيناتور عن إيلينوي، باراك أوباما، على كلينتون بحوالى 9 نقاط فيها.
وكانت كلينتون تحتفل أمس بالانتصار الذي حقّقته، أول من أمس، على منافسها الأسود، في ولاية نيفادا، التي يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، يشكّل المتحدرون من أصول أميركية لاتينية نحو 25 في المئة منهم ونحو 13 في المئة من الناخبين الذين يقدّر عددهم بـ 1.235 مليون ناخب.
وفي النتيجة النهائيّة، حظيت كلينتون بـ51 في المئة من نسبة المقترعين، فيما حلّ أوباما ثانياً بـ45 في المئة، وجاء السيناتور السابق عن ولاية ساوث كارولاينا، جون إدواردز في المركز الثالث.
وفي استطلاع كانت صحيفة «ريفيو جورنال» الصادرة في لاس فيغاس، قد أجرته الجمعة الماضي، ظهر أن هيلاري تتمتع بتأييد نحو 49 في المئة من النساء فى نيفادا، في مقابل 28 في المئة لأوباما، بينما يتقدم الأخير الاستطلاعات بين الرجال بنسبة 37 في المئة، في مقابل 30 في المئة لمنافسته. وبين الناخبين ممّن هم فوق الخمسين عاماً بنسبة 39 في المئة له إلى 34 في المئة لها.
وكان يُخشى من أن تكون خسارة هيلاري لنيفادا بمثابة انهيار، وليست خسارة عادية، إذ ستعقبها ساوث كارولينا التي يضمنها أوباما تقريباً نظراً إلى النسب العالية التى يشكلها السود بين ناخبيها. وستنتقل معارك التمهيديّات الآن نحو الجنوب، وستكون المعارك الأولى في الولاية المذكورة السبت المقبل، بالنسبة إلى الديموقراطيّين. وفي فلوريدا، سيختار الجمهوريّون مندوبيهم في 29 من الشهر الجاري. على أن يشهد الخامس من الشهر المقبل أمّ المعارك التمهيّديّة، «الثلاثاء الكبير»، الذي يشهد اختيار الأميركيّين في 22 ولاية لمندوبيهم.
واحتلّت القضايا الاقتصادية وفرص العمل قمّة أولويات الناخبين الديموقراطيّين في نيفادا، وتلاها مسألة العراق، ثم الرعاية الصحية. وتتقدم هيلاري بين من يهتمون بالأوضاع الاقتصادية التي أصبحت تطغى الآن على أيّ قضية أخرى، بما فيها العراق التي تمثّل إحدى نقاط الضعف لديها نظراً لمواقفها المشينة منها.
كلينتون خاطبت مؤيّديها، في كلمة ألقتها في محطّتها الأولى بعد نيفادا، سانت لويس، بالقول: «تحدّثوا إلى أصدقائكم وجيرانكم. أوضحوا أنّنا سنختار رئيساً في الخامس من الشهر المقبل، وعلينا اختيار شخص يستطيع أن يقود منذ اليوم الأوّل».
أمّا أوباما فقد قال، في بيان، «نظّمنا حملة (انتخابيّة) صادقة في نيفادا، ركّزت على المشاكل الحقيقيّة التي يواجهها الأميركيّون. حملة ركّزت على آمال الناس، لا على مخاوفهم»، مشدّداً على أنّ «هذه هي الحملة التي سننقلها إلى ساوث كارولاينا، وإلى أميركا جمعاء خلال الأسابيع المقبلة».
وسيشهد السباق التمهيدي الجمهوري في فلوريدا، بدايةً للعمدة السابق لنيويورك، رودي جيولياني، الذي راقب تقدّمه في الاستطلاعات على الصعيد الوطني يضمحلّ تدريجياً، مع مرور الانتخابات التمهيديّة السابقة.
وفي ظلّ احتدام المنافسة بين ماكاين وهاكابي وميت رومني، يعوّل جيولياني على أنّ فوزاً في فلوريدا سيؤمّن له اندفاعة قويّة في «الثلاثاء الكبير»، الذي تقترع فيه ولايات مكتظّة، مثل نيويورك، كاليفورنيا، نيوجيرزي وإلينوي.