اصطف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، أمس، إلى جانب البرلمان في مواجهة الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي اعترض على قرارات إنمائية برلمانية، فيما يجتمع اليوم في برلين وزراء خارجية الدول الست الكبرى (5 + 1) لمناقشة إمكان استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لفرض مجموعة ثالثة من العقوبات على طهران.وأقرّ خامنئي دعمه للبرلمان، في رسالة تلاها رئيس مجلس الشورى غلام حداد عادل أمام المجلس التشريعي. وقال إن «كل القوانين التي أُقرّت وفق الآلية التي نص عليها الدستور ينبغي أن تطبقها كل الهيئات». كما أبطل قرار رئاسي متعلّق بعدم تطبيق قانون يفرض على الحكومة تزويد القرى النائية بالوقود، وطلب من نجاد تطبيق القانون الذي يفرض إنفاق نحو مليار دولار من «الصندوق الاحتياطي».
ورفض الرئيس الإيراني تطبيق القانون، رغم الأحوال الجوية القاسية، بسبب ما ادّعى أنه قيود تفرضها الميزانية.
وكان عادل قد طلب رأي أعلى سلطة في الدولة بعدما رفض نجاد في رسالة إلى رئيس المجلس إقرار قوانين «تتناقض مع الدستور»، على حدّ وصفه، ومنها قانون يبطل قراراً للحكومة بإلغاء نظام التوقيت الصيفي والشتوي. كذلك اعترض نجاد على إلغاء البرلمان قراره بحل مؤسسات عديدة، ولا سيما المجلس النقدي المكلف اتخاذ قرارات ذات طابع اقتصادي ومالي.
ويعدّ قرار خامنئي ضربة قاسية إلى الرئيس الإيراني، الذي يشهد تراجعاً في شعبيته في الشهور الأخيرة التي شهدت ارتفاعاً في أسعار السلع الغذائية والعقارات، كذلك بسبب التقارير الأخيرة التي أفادت بأن أكثر من 64 شخصاً توفوا من البرد جرّاء انقطاع المحروقات.
وفي الملف النووي، وتعليقاً على اجتماع الدول الست الكبرى في برلين اليوم، أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أن واشنطن وشركاءها الغربيين لن ينجحوا في إيقاف البرنامج النووي، متهماً إياهم بأنهم يفتشون عن الأعذار ولكن ذلك «لن يكون مثمراً وسينقلب عليهم، وسنتابع تعاوننا مع وكالة الطاقة»، التي أكّدت مع تقرير الاستخبارات الأميركية بأن إيران لا تسعى إلى السلاح النووي، إلا أن ذلك «لم يغير شيئاً في توجهات الدول الغربية».
وفي السياق، رأى ممثل المرشد الأعلى، علي آغا محمدي، أن الاجتماع لن يساعد على نزع فتيل النزاع النووي بين إيران والغرب، إلا إذا حاولت الدول الست التوصل إلى طريقة جديدة للتعامل مع طهران. وقال إن «الاستمرار في طريق الضغط من أجل قرار آخر، حتى لو كان ضعيفاً، لن يحل شيئاً».
إلى ذلك، أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي أن مجموعة الست ستسلم الأمم المتحدة «خلال الأيام المقبلة» مشروع قرار جديد يتضمّن عقوبات بحق إيران.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)