دبي ــ معمر عطوي
لم يحل برد الصحراء القارس دون اجتماع أكثر من 300 شخص يمثلون مؤسسات خيرية وتربوية وتنموية ووسائل إعلامية تحت سماء دبي، التي بدأت أمس بالتحول نسبياً نحو الطقس الحار المعتاد، فيما اختتم مؤتمر «توجهات العطاء العربي ـ من العمل الخيري إلى التنمية» أعماله بإطلاق توصيات تعزز مأسسة العمل الخيري.
وربما أصبحت المؤتمرات العربية الاجتماعية صورة مصغّرة عن المؤتمرات السياسية، التي تتخذ توصيات توحي بالتفاؤل والتغيير، لكن النتيجة تتلاشى تدريجاً تحت وطأة التجاهل واللامبالاة. لذلك وصف بعض المشاركين بحذر الأفق المتوقع للمؤتمر، فقالوا إن «هدفنا تعزيز التنسيق بين المؤسسات والجمعيات والمراكز العربية لا أكثر»، بينما أشار البعض الآخر إلى أهمية ما عرض من مناقشات وتجارب غربية، في محاولة لإسقاطها على الواقع العربي.
وتضمنت الأفكار التي رأى المؤتمرون ضرورة وضعها موضع التطبيق عدداً من النقاط المهمة، بينها أهمية خلق حلقة لإيصال صوت الشباب العربي على مستويات صناع القرار في المنطقة، ودعم البحث وتدريب الشباب لدمجهم في شركات ومؤسسات التمويل الإسلامي، والدعوة إلى تأسيس هيئة تدعم حقوق الشباب العربي وخاصة الفئات المهمشة منه.
وحفل المؤتمر بالعديد من الأفكار التي تحتاج الى آليات تنفيذ. ولكي تصبح ذات جدوى، لا بد أن يتحول العطاء من وضع التبرعات «السلطوية»، التي تساهم في رفع رصيد هذا المسؤول أو ذاك القيادي سياسياً، الى مشروع تنموي مؤسسي ينطلق من المجتمع باتجاه تطويره بعيداً عن لعبة السلطة. واللافت أن الجانب غير الرسمي في المؤتمر كان هو الطاغي؛ فخارج قاعة الجلسات كانت هناك حوارات عديدة في الأروقة بين مندوبين من جمعيات مصرية وسورية ولبنانية وأردنية وفلسطينية وخليجية، ناقشوا تجاربهم، كل في بلده.
كما حظي الشباب العربي بمساحة واسعة من المناقشات، بعدما بات ضحية هذا الضعف التنموي والثقافي الذي يشكل انعكاساً للواقع السياسي الرديء. فبدل أن يكون صمام أمان التقدم والتطوير، أصبح عالة على مجتمعاته، بعدما تفشّت في صفوفه البطالة والبطالة المقنعة، وتغلغل اليأس الى نفوس الكثيرين منه نتيجة الكبت أحياناً والتغييب المتعمد عن المشهد السياسي غالباً.