علي حيدر
معادلة إسرائيل: الصواريخ مقابل الحصار

حمّل الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، أمس حركة «حماس» مسؤولية التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى إدانتها ومساءلتها عن «الأسباب التي تدفعها إلى إطلاق الصواريخ على الأطفال والنساء في إسرائيل».
وخلال زيارة إلى كيبوتس معغان في غور الأردن، قرب بحيرة طبريا، برّر بيريز العدوان الإسرائيلي بالقول «ما من دولة في العالم مستعدة لأن يطلق عليها النيران من دون أن ترد على ذلك». واتّهم «حماس» بأنّها هي من بدأ بإطلاق الصواريخ، مشيراً إلى «عدم وجود تفسير لإطلاق الصواريخ على إسرائيل ولا مبرّر لتجاهلها».
ولفت الرئيس الإسرائيلي إلى أنّ «المعادلة بسيطة» من أجل حلّ أزمة الحصار وإقفال المعابر. وقال إنّه «في اللحظة التي توقف حماس فيها جنون الصواريخ باتجاه إسرائيل، ستوقف إسرائيل عملياتها في القطاع». وحمّل سكّان القطاع المسؤولية عندما اعتبر أنّهم «الوحيدون القادرون على إنزال حماس وتوجيه الشكوى تجاهها من أجل أن توقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل».
وجاءت تصريحات بيريز، بعدما كانت وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس، قد أكّدت للصحافيين الذين رافقوها إلى برلين أنّ «ما من أحد يريد أن يعاني سكان غزة الأبرياء، لذا تحدثنا إلى الإسرائيليين عن ضرورة عدم السماح بحدوث أزمة إنسانية هناك».
وفي السياق، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إنّ الانخفاض الكبير في عدد الهجمات الصاروخية التي تُطلق من قطاع غزة على إسرائيل خلال اليومين الماضيين يدلّ على فعاليّة الإغلاق الذي تفرضه إسرائيل على القطاع وفهم «حماس» للرسالة الإسرائيلية.
وأضاف المسؤول «أوصلنا الرسالة وحماس فهمت المعادلة. فاستمرار إطلاق الصواريخ من شأنه أن يؤدّي إلى وجود ضغوط إسرائيلية على المنظمات المسلّحة وأيضا المدنيين»، مشيراً إلى «أنّنا لا نخطط لإحداث كارثة إنسانية، لكنهم يدركون الآن أنهم لن يحصلوا على الوقود أو غيرها من الرفاهية إذا عادوا للتصعيد».
وعن قرار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بتخفيف الحصار عن القطاع، قال المسؤول إنّه «يتعلّق فقط بإدخال مادة الديزل لتوليد الكهرباء وكذلك الأدوية، لكن لا وقود للسيارات أو غيرها من السلع الأساسية»، مشدّداً على أنّ الذي حدث هو «لفتة لمرّة واحدة لأننا لا نرغب في إلحاق الأذى بالمدنيين»، وأنّ «فقط وضع حد لإطلاق الصواريخ من شأنه أن يعيد الحياة الطبيعية إلى سكان قطاع غزة».
وفي السياق، كثفت وزارة الخارجية الإسرائيلية من نشاطها الدبلوماسي وتوجهت إلى العديد من الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي للحصول على دعمها. وطلبت من الممثليات الإسرائيلية في العالم الاستمرار في شرح الخطوات التي اتخذتها إسرائيل ضد «الإرهاب الذي ينطلق من غزة»، فضلاً عن أنها قامت بتوزيع تقارير عن الوضع القائم في القطاع على السفراء الأجانب في إسرائيل.
من جهته، أكّد رئيس هيئة الأركان العامة الأسبق للجيش الإسرائيلي موشيه يعلون، خلال كلمة له في مؤتمر هرتسليا، عدم وجود أمل بتحقيق السلام مع الفلسطينيين وأن المفاوضات معهم مآلها الفشل. وربط نجاح مسيرة التسوية بإجراء إصلاحات في الوسط الفلسطيني في خمسة مجالات هي: التعليم، القانون، والنظام والأمن، الاقتصاد والسياسة.