القاهرة ــ خالد محمود رمضان
سعت مصر إلى التخفيف من حدة عبور آلاف الفلسطينيين الغاضبين معبر رفح الحدودي، فيما ظلت ترفض السماح للفعاليات والأحزاب السياسية والوطنية بالتظاهر احتجاجاً على تدهور الوضع الراهن فى قطاع غزة الفلسطيني المحتل.
وبدا أمس أنّ القاهرة غير معنية بدعوة رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية إلى الترتيب لعقد لقاء عاجل بين مسؤولي السلطة الفلسطينيّة بقيادة الرئيس محمود عباس ومسؤولين من حركة «حماس» ومصر. وقال دبلوماسي مصري، في حديث لـ«الأخبار»، إنّ بلاده ستسمح للفلسطينيين بالحضور إلى رفح والتسوق من مدينة العريش لمدة يومين فقط، لافتاً إلى انتشار آلاف الجنود من قوّات مكافحة الشغب وعناصر المخابرات لتطويق العريش لمنع تسلل الفلسطينيين باتجاه العاصمة المصرية.
وتقول أوساط دبلوماسية غربية إن السلطات المصرية تساهلت مع اقتحام معبر رفح تحت ضغوط الرأي العام المحلّي وامتصاص الغضب الشعبي العارم حيال ما يتعرّض له الفلسطينيّون على الجانب الآخر من معبر رفح. ولفتت إلى أن القاهرة أبلغت الحكومة الاسرائيلية والادارة الأميركيّة أن هذا الإجراء مؤقت وحتمي لتخفيف حدة تدهور الوضع الراهن في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في هذا الوقت، اعتقلت الشرطة المصرية ما لا يقل عن 700 شخص من أعضاء وكوادر جماعة الإخوان المسملين، على خلفية التظاهرات التي نظمتها الجماعة احتجاجاً على حصار غزة، والمطالبة بفتح معبر رفح، المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي.
وقال مصدر أمني إنه ألقي القبض على نحو 500 شخص في القاهرة، بعدما فرّقت الشرطة بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع تظاهرة دعا إليها «الإخوان» أمام مقر جامعة الدول العربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة.
وألقت قوات الأمن القبض على نحو 200 من كوادر «الإخوان»، خلال تنظيمهم التظاهرات الداعمة لغزة، في الأيام الثلاثة الأخيرة في القاهرة والاسكندرية والفيوم، إضافة إلى عدة محافظات في النيل، بينها كفر الشيخ والغربية.
وتوجه عدد كبير من المتظاهرين بعد تفريقهم إلى مقر نقابة المحامين في وسط القاهرة، حيث تجمّع أكثر من 3 آلاف شخص، وعقدوا مؤتمراً رددوا خلاله شعارات تطالب برفع الحصار عن غزة وفتح معبر رفح.
ورفع المتظاهرون نسخاً من القرآن وهتفوا «يا أهل غزة يا أحرار، احنا معاكم ليل ونهار»، و«شد حيلك يا هنية، أوعى تسيب البندقية»، و«الإسلام قادم.. قادم».
وأصدر المرشد العام للإخوان، محمد مهدي عاكف، بياناً دان فيه «حملة الاعتقالات للإخوان المناصرين للشعب الفلسطيني».