محمد بدير
يواصل مؤتمر هرتسليا السنوي الثامن فاعلياته، حيث يحتل الموضوع الإيراني حيّزاً واسعاً وأساسياً في المداولات والمحاضرات التي تشهدها قاعاته. ولهذه الغاية، كرّس المؤتمر جلسة خاصة لبحث المشروع النووي الإيراني عقدت تحت عنوان: «هل يمكن ردع إيران النووية؟»، تحدث فيها عدد كبير من السياسيين، بينهم وزير المواصلات شاؤول موفاز ونائب وزير الدفاع متان فلنائي.
وأعرب موفاز، في كلمته، عن قلقه من انهيار العزلة التي حاولت إسرائيل والولايات المتحدة فرضها على طهران، من خلال التطرق إلى استمرار العلاقات بين إيران وكل من روسيا والصين. وقال: «في السنة الأخيرة، اتفقت روسيا وإيران على إكمال منشأة نووية، ووقعت الصين على اتفاقية تجارية بالرغم من التجاوزات الفظّة من جانب إيران، وتحسنت العلاقات بين الأمم المتحدة والدول العربية المعتدلة مع إيران». وأضاف: «العالم يذهب إلى الخلف، هذا انهيار».
ورأى موفاز أن إيران «ما زالت تُعد تهديداً وجودياً لإسرائيل، بل وللعالم كله»، مشيراً إلى أن عامل الوقت آخذ في النفاد، ذلك «أنه بقي سنتان فقط لوقف المشروع النووي الإيراني قبل أن يصبح ذلك متأخراً، وننجر إلى حرب عالمية ثالثة».
وحاول موفاز تحريض المجتمع الدولي على إيران من خلال التحذير من أن الخطر الإيراني لا يطال إسرائيل حصراً، فقال إن الرئيس محمود «أحمدي نجاد استطاع إقناع العالم بأن إسرائيل هي عدوه الوحيد. إلا أن إسرائيل هي جزء بسيط من طموحه الاستراتيجي». وأضاف أن «الصواريخ التي ينتجها يمكنها تجاوز إسرائيل بآلاف الكيلومترات، والعنوان واضح».
أما نائب وزير الدفاع متان فلنائي فقد ركّز من جهته على الجانب الردعي النووي في مواجهة إيران، من دون كسر حاجز الغموض النووي الإسرائيلي، وذلك من خلال جعل الإيرانيين يفترضون أن إسرائيل تمتلك سلاحاً نووياً. وقال: «يجب أن يفترض الإيرانيون أن إسرائيل لديها سلاح نووي، من دون علاقة بحقيقة كوننا لدينا هذا السلاح أم لا، ولكن المهم أن يقتنع الإيرانيون بأن إسرائيل تمتلك سلاحاً نووياً، وبحسب كل التخمينات هم يعتقدون بذلك».
بدوره، قال نائب وزير الدفاع السابق، إفرايم سنيه، وهو من أبرز الداعين إلى مواجهة المشروع النووي الإيراني وأقدمهم، إن «مشكلتنا ليست المشروع النووي الإيراني، بل النظام الإيراني». وأضاف: «مع هذا النظام، من الصعب علينا العيش في الشرق الأوسط ـــ قبل كونه نووياً ـــ. لذلك، الهدف هو إسقاطه من الداخل على يد الشعب الإيراني، الذي حسب كل التقارير يعاني كثيراً».
وأمام المنبر ذاته، دعا المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، إسرائيل إلى منع تحقق المشروع النووي الإيراني. وأعرب عن تأييده للغارة الجوية التي شنتها إسرائيل على سوريا قبل أسابيع. وانتقد التقرير الاستخباري الأميركي بشأن إيران. وخاطب بولتون الإسرائيليين قائلاً لهم: «هذا هو الوقت المناسب كي تقرر إسرائيل القيام بعملية عسكرية أم لا، على المنشآت النووية الإيرانية. هذه ساعتكم».
إلى ذلك، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن زيارة سرية، قام بها في الآونة الأخيرة إلى إسرائيل وفدٌ من كبار رجالات الاستخبارات الأميركية، بهدف إعادة فحص التقدير الاستخباري الأميركي، الذي يقضي بأن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري في عام 2003.
وبحسب الصحيفة، فقد عُرضت على رجال الاستخبارات الأميركية وثائق تتعلق بتطورات القدرة النووية العسكرية لإيران. وتفيد هذه الوثائق، بحسب المصدر نفسه، بأن الحقائق والجداول الزمنية الواردة في التقرير الأميركي غير دقيقة.