شنّ كبير مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية، ومنسّق الشؤون العراقية في الإدارة، دايفيد ساترفيلد، أمس، هجوماً حادّاً على إيران وسوريا، داعياً إلى فرض عقوبات على دمشق، ومعلناً رغبة بلاده بـ«دعم التغيير في سوريا».وحمّل ساترفيلد، في مقابلة مع وكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، الحكومة السورية مسؤولية الأزمة السياسية في لبنان، بحيث إنّ دمشق «تقوم بعرقلة انتخاب رئيس جديد من أجل الترويج لمتطلباتها في هذا البلد، سعياً وراء استعادة هيمنتها عليه».
وردّاً على سؤال عما إذا كانت «المحاسبة» تعني فرض المزيد من العقوبات على النظام السوري، اكتفى المسؤول الأميركي بالقول: «يجب محاسبة سوريا على قيامها بعرقلة انتخاب رئيس للبنان ومنع اللبنانيين من تقرير مستقبلهم بأنفسهم».
وعن مضامين اللقاء الذي عقده رئيسه جورج بوش أخيراً مع معارضين سوريّين، أوضح «أنّ اللقاء يعكس اهتمامنا بدعم الأصوات المطالبة بالتغيير والحرية والديموقراطية في سوريا». وأكّد أن الولايات المتحدة لم تجرِ حتى الآن اتصالات مع النائبين الأسبقين للرئيس السوري رفعت الأسد وعبد الحليم خدّام، لكنّها «ستتّخذ قرارات بهذا الشأن في الوقت المناسب، لا أودّ الحديث عنها الآن».
وأشار المسؤول الأميركي، الذي شغل منصب سفير بلاده لدى لبنان سابقاً، إلى أنه «لا يرى تعاوناً من الحكومة السورية مع الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي بشأن كل من لبنان وفلسطين والعراق أو بشأن علاقتها مع إيران وحزب الله».
وعن التعاون السوري بشأن العراق، رأى ساترفيلد أنّه «لم يكن هناك أي تعاون سوري في هذا المجال، وما زالت سوريا تسمح للمقاتلين الأجانب والمفجّرين الانتحاريين بالمرور عبر أراضيها إلى العراق، مع أن عدد هؤلاء تضاءل، ونعتقد بأن الأسباب تعود إلى زيادة عدد قواتنا وحركة الصحوة بين العشائر العراقية».
وسُئل عن كيفية تفسير اتهام بلاده لإيران بدعم وتسليح الميليشيات في العراق، ومن ثمّ التحاور معها، فأجاب: «نحن بالتأكيد نرى أن إيران تستمرّ في تقديم الدعم للميليشيات والجماعات المسلّحة الأكثر تطرفاً وعنفاً في العراق، الأمر الذي يتناقض مع تعهّدها بالمساعدة على إقامة عراق آمن ومسالم ومستقر»، مؤكداً أنّ بلاده «تجري هذه النقاشات لأنها تمثل فرصة لإسماع إيران مباشرة المسائل التي تثير قلقنا وقلق حكومة بغداد من سلوكها على الساحة العراقية بأمل أن تتخذ خطوات لتغييره». كما رأى أنّ هذه النقاشات (جولات المباحثات الثلاث التي جرت في الأشهر الماضية بين دبلوماسيين إيرانيين وأميركيين في بغداد) «كان لها تأثير محدود جداً في تغيير سلوك إيران التهديدي في العراق». لكنه أشار، رغم ذلك، إلى أنّ واشنطن لا تزال مستعدّة «لإجراء المزيد من هذه النقاشات، غير أنّ الحكومة الإيرانية لم تستجب عن طريق وضع موعد محدد».
ورأى ساترفيلد أن التهديد الأكبر الذي يواجهه العراق حالياً «يتمثل داخلياً في عدم قدرة الحكومة في بغداد على العمل بصورة جماعية وبأجندة وطنية لا فرديّة، فيما يأتي التهديد الخارجي الأكبر من تنظيم القاعدة وإيران».
وأشار ساترفيلد إلى أنّ الولايات المتّحدة ستركّز جهودها في العراق خلال العام الجاري على «الاستمرار في إحداث تقدّم على الصعيد الأمني وعلى صعيد المصالحة الوطنية والتفاوض على مرحلة ما بعد الفصل السابع والإجراءات الاستراتيجية على المدى الطويل بين البلدين».
(يو بي آي)