strong>وسط المخاوف من تطوّر الأزمة الاقتصاديّة التي تعيشها الولايات المتّحدة وتنعكس على البورصات الدوليّة، افتتح «المنتدى الاقتصادي الدولي» في دافوس أمس، دورته السنويّة. اجتمعات مكثّفة ستجمع الأغنياء وأصحاب القرار في المجالين الاقتصادي والسياسي، غير أنّ الأفق محدود، في ظلّ هواجس الكساد الكوني
بين ثلوج جبال الألب السويسريّة، وبعدما عصفت رياح الأزمة الاقتصاديّة الأميركيّة بالأسواق الماليّة في العالم أجمع، انطلقت أمس فعاليات منتدى دافوس، الذي يجمع أغنياء العالم كلّ سنة منذ عام 1971، لتستمرّ 5 أيّام وتحاول تفنيد ما يشهده الكون من تطوّرات وتحاول مقاربتها.
وزيرة الخارجيّة الأميركيّة، كوندوليزا رايس، شدّدت في كلمتها الافتتاحيّة على أنّ الاقتصاد الأميركي سيبقى المحرّك الأوّل للنمو الدولي، في خطاب هدفه الأساسي هو تبديد مخاوف المستثمرين من المنحى الذي يمكن أن تتّخذه الأزمة التي أطلقها مستنقع الرهونات العقاريّة العالية المخاطر في الولايات المتّحدة.
وحثّت رايس كبار رجال الأعمال من المستمعين إليها، على إبقاء الثقة بأداء اقتصاد بلادها. وقالت إنّ «الاقتصاد الأميركي مرن، وبنيته سليمة، وأسسه بالمعنى الطويل الأمد، صحيّة. لذا، فالولايات المتّحدة لا تزال ترحّب بالمستثمرين الأجانب والتجارة الحرّة»، مضيفةً أنّ «زميلي (وزير الخزانة) هنري بولسون يقود جهود إدارتنا، ويعمل مع الحزبين (الجمهوري والديموقراطي) في الكونغرس من أجل الموافقة على رزمة التحفيز السريعة المفعول والمتينة والشاملة والمؤقّتة».
وعن اتفاقيّة منظّمة التجارة الدوليّة المعرقلة عند ما يسمّى «دورة الدوحة»، لفتت رايس إلى التزام الرئيس الأميركي جورج بوش إقرارها. وقالت: «ليس سهلاً على أيّ رئيس أميركي المحاججة لمصلحة التجارة العادلة في ظلّ الشعبويّة الاقتصاديّة، غير أنّ الرئيس بوش وأنا، نبقى ملتزمين من أجل نجاح دورة الدوحة».
وفي ظلّ خشية الكثيرين ممّا يمكن أن يكون أكبر أزمة مالية منذ الحرب العالمية الثانية، دعا رجل الأعمال، جورج سوروس، إلى إجراء تعديلات ضخمة في النظام المالي الذي يقوم عليه الاقتصاد الدولي حالياً، من خلال تقنين لأسواق المال، التي أدّت حريّتها الزائدة، «ليس فقط إلى أزمة، بل إلى انتهاء حقبة».
ولفت سوروس إلى أنّه كان خطأً اعتبار أنّ الأسواق ستوازن نفسها بنفسها. وقال إن «الأسواق الماليّة لا تنحو باتجاه التوازن، إنّ ذلك هو سوء في تقدير المفاهيم، ويجب على السلطات» أن تعيد مراجعة الأسس الماليّة من أجل تأمين «إنقاذها وسيطرتها حتى على المصارف التي تصبح غير قادرة على تدبير أمورها».
وتوقّع الملياردير الهنغاري إعادة إنشاء للثروات والنفوذ بسبب مقابلة «الكساد المنتشر في العالم المتطوّر، بنمط مختلف في البلدان النامية»، مشيراً إلى «أنّني ربما أكون مبالغاً في حجم المخاطر، فسبق لي أن فعلت ذلك من قبل».
ومن جهته، انتقد الخبير الاقتصادي في فرع مصرف «مورغن ستانلي» في آسيا، ستيفين روخ، «الإهمال والخطورة» في معالجة الأزمات الماليّة، ولام الاحتياطي الفدرالي الأميركي على إهماله في معالجة فقاعة الرهونات العقاريّة.
وفي هذا السياق، قال أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك، نوريال روبيني، إنّ «الاحتياطي الفدرالي، فهم الأمور بطريقة خاطئة في ما يتعلّق بالاقتصاد. لم يفهم كيف يمكن لهذه المشاكل المتعلّقة بالقطاع المنزلي أن تؤثّر على الاقتصاد الكلّي». وحذّر من أنّ الاحتياطي الفدرالي الأميركي، الذي يرأسه بن برنانكي، لا يستطيع الحيلولة دون وقوع الاقتصاد الأميركي في الركود، فالسؤال هو ليس كم سيكون ليّناً أو صعباً الوقوع، بل ما هو حجم قساوته؟».
(أ ب)