بول الأشقر
أكمل الرئيس إيفو موراليس سنته الرئاسية الثانية بتقديم جردة حساب أمام الكونغرس البوليفي، حيث أكّد تحقيق ثمانين في المئة حتّى الآن من برنامجه الانتخابي، في الوقت الذي تعيش فيه البلاد تفاؤلاً على خلفيّة استمرار المفاوضات منذ أسبوعين بين الحكومة المركزية وحكّام المناطق المعارضين.
وبدأت جلسة الكونغرس، التي جمعت مجلسي النواب والشيوخ، بخطاب لنائب الرئيس ألفارو غارسيا لينيرا، الذي أوضحالأسس الأربعة التي ستقوم عليها الولاية الباقية لموراليس: الدولة كلاعب محوري في الاقتصاد الوطني وإعادة توزيع الثروة لمصلحة المحرومين، والمساواة الثقافية لإعطاء الشعوب الهندية حقّ المشاركة في قرارات الدولة، وتوزيع السلطة بواسطة الإدارات الذاتية. أمّا النقطة الرابعة والأخيرة، فتعبّر عن استمرار الحوار بين الحكم والمعارضة، حيث تمّ تحديد اجتماع جديد في الأيام المقبلة في محاولة للوصول إلى توافق عام على الدستور الجديد الذي يرغب موراليس بفرضه، وتعزيز الإدارة الذاتية للولايات.
وطالت «جردة» موراليس أكثر من أربع ساعات، أكّد خلالها أنّ بوليفيا «منكبّة على مسار تغييري بفضل وعي شعبي لا عودة عنه... إلى المرحلة التي كان يفرض فيها البعض قراراتهم على حساب طموحات الأكثريات». وأضاف «في الماضي، ناضل الكثيرون من أجل المساواة أمام القانون، ومات الكثيرون من أجل بوليفيا موحدة ومنتجة، واليوم علينا نحن ترجمة تلك الأحلام إلى وقائع».
وأكد موراليس، وهو أوّل رئيس هندي يصل إلى سدّة الرئاسة، أن الصراع الأهم يبقى «نزع إرث النموذج الاستعماري» عن الدولة، «وهي مهمة ستتطلّب سنوات طويلة، ما يفرض الصبر لئلا يتحول المسار عنفاً»، مضيفاً «علينا إقفال شرايين أميركا اللاتينية المفتوحة (إشارة إلى كتاب إدواردو غاليانو) والقضاء على السلطة الاستعمارية بشكل عادل ومتساو». وذكّر موراليس بوعوده الانتخابية العشرة التي نفّذ منها حتى الآن ثمانية: تأميم الغاز، ودعوة المجلس التأسيسي، واحترام قرار المحافظات التي تطالب بالإدارة الذاتية، وإقرار خطة نمو منتج، وفرض التقشف على جهاز الدولة، وإقرار قوانين لفرض الشفافية على الأداء الحكومي، وأخيراً، تأمين الصحّة للجميع وتغيير النظام التربوي الوطني. واعترف بأنّ النقطة التي ما زالت متأخّرة، هي تحقيق «الأمن المواطني» للجميع.
كما عدّد الحليف الأساسي لهوغو تشافيز وفيديل كاسترو، إنجازاته في منتصف الولاية، مشيراً إلى تقدّم بلاده من المرتبة 180 إلى المرتبة 74 في ترتيب الدول الأكثر فساداً في العالم، بحسب تقرير «منظمة الشفافية الدولية». وتفاخر بأنه خلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل وساهم في تراجع الأمية إلى نصف ما كانت عليه قبل سنتين، من دون أن ينسى توجيه إنذار إلى مزارعي الكوكا في العاصمة لاباز، طالباً منهم التدخّل لمنع تقدم الزراعة إلى مناطق جديدة.
وأنهى الرئيس اليساري خطابه برسالة إلى حكّام المناطق مخاطباً إيّاهم بالآتي: «ليس علينا أن نختلف لمن تعود مسؤولية القيام بالإنجاز، المهم هو خدمة هؤلاء البوليفيين الذين لم يتلقوا يوماً شيئاً من الدولة»، في إشارة إلى مسار التفاوض مع حكّام المناطق المعارضين.