strong>نفى وزير الخارجيّة السوري وليد المعلم أن تكون بلاده قد استأنفت الاتصالات مع فرنسا بشأن لبنان، ورأى أن توافق الأطراف السياسية فيه شرط لنجاح المبادرة العربية، من دون أن ينسى توجيه نصيحة إلى نظيرة الفرنسي برنار كوشنير بأن عليه أن «يدرس أكثر».
استبق وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهولندي ماكسيم فيرهاغن في دمشق أمس، الاجتماع المقبل لوزراء الخارجيّة العرب بالإعلان عن أنّ مهمتهم «ليست إيجاد حلّ للأزمة الرئاسيّة في لبنان، بل تشجيع الأطراف اللبنانيين على صناعة هذا الحلّ».
وقال المعلّم إنّ «المبادرة العربية في شأن لبنان واضحة، وهناك توافق لبناني على ضرورة تنفيذها، وما ستقوم به سوريا هو تأمين مزيد من الدعم ليواصل (الأمين العام للجامعة العربية) عمرو موسى جهوده والوصول إلى حل سريع للأزمة».
وعن توقّعاته من اجتماع وزراء الخارجيّة العرب، جدّد الوزير السوري تأكيده أنّ «مبادرة موسى واضحة، لكن هناك ضرورة لتوافق لبناني عليها»، نافياً عودة الاتصالات الفرنسيّة ـــ السوريّة قائلاً: «ليس هناك اتصالات سورية ـــ فرنسية، دمشق تدعم المبادرة العربية، ولا علم لسوريا بمبادرات أخرى».
وتعليقاً على تصريحات سابقة لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، قال فيها إنه لا يستطيع فهم الاستراتيجية السورية، اكتفى المعلم بالقول: «ببساطة، عليه أن يدرس أكثر».
وعقّب المعلّم على انتقاد فيرهاغن، الذي يزور العاصمة السورية منذ يومين، والتقى في وقت سابق أمس الرئيس بشّار الأسد، على خلفيّة مشاركة وزراء سوريّين في مؤتمر الفصائل الفلسطينية المنعقد في دمشق. وقال المعلم إن «هناك فرقاً بين المشاركة في المؤتمر، وبين حضور الحفل الافتتاحي. فوزراؤنا لم يشاركوا في المناقشات، وحضروا الافتتاح فقط»، مشيراً إلى أنّ استضافة سوريا لهذا المؤتمر «هي احترام لحرية التعبير، لأن سوريا لديها نصف مليون فلسطيني، وهي تحترم حرية التعبير مثل هولندا». وأضاف: «إذا أردنا أن تؤدي هولندا دوراً حيوياً في عملية السلام، يجب أن ننظر إلى المسألة بموضوعية، وعلى هذا الأساس نرحّب بدورها».
وكان الوزير الهولندي قد جدّد ثقته بأنّ سوريا «بلد لا غنى عنه لعملية السلام في المنطقة»، مؤكّداً أنّه لمس خلال زيارته للأراضي الفلسطينية وإسرائيل تصميم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على التوصل إلى سلام.
وبعدما رحّب بمشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس، أعرب فيرهاغن عن مخاوف بلاده من استقبال دمشق لـ«المؤتمر الوطني الفلسطيني»، لأنّ «بعض الفصائل المشاركة فيه تنتهج الإرهاب».
وفي انتقاد واضح لمشاركة ثلاثة وزراء من الحكومة السورية في حفل افتتاح المؤتمر، وهم وزير الإعلام محسن بلال ووزيرة المغتربين بثينة شعبان ووزير الدولة لشؤون مجلس الشعب جوزف سويد، قال الوزير الهولندي: «لم تسرّني رؤية وزراء سوريين في هذا المؤتمر، وهو الأمر الذي لا يتماشى مع آمال السلام ومؤتمر أنابوليس».
وشدّد المسؤول الهولندي على ضرورة «إقامة علاقات دبلوماسية بين سوريا ولبنان، ووقف تهريب الأسلحة، لأن استقرار لبنان مفيد للمنطقة برمتها».
وعن حصار غزّة، جدّد فيرهاغن موقف بلاده الرافض لإطلاق الصواريخ من القطاع، وكذلك رفضها «لمنع وصول الغذاء والوقود إليه»، مستدركاً بالقول: «ما لم تتخلَّ حماس عن العنف وتعترف بإسرائيل، فلن يكون لها مكان على طاولة المفاوضات».
(أف ب، يو بي آي، د ب أ)