أكّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنّه «لا بد للسلطة الوطنيّة أن تسيطر» على معابر قطاع غزة، فيما اتّهمته حركة «حماس» بعرقلة أيّ حوار لمعالجة أزمة الانشقاق الفلسطيني، مع إشادتها بإشارات إيجابية من الجانب المصري لفتح معبر رفح بشكل قانوني.وقال عباس، خلال لقائه فاعليّات من محافظة طولكرم في مقرّ الرئاسة في رام الله، «قد تكون لهذه الأحداث (في غزة) تطوّرات كثيرة وخطيرة قد يعبث بها البعض، وربما هذا يصب في مصلحة إسرائيل في تقسيم الوطن وشطره عن بعضه البعض من أجل أن تصبح العملية السياسية مستحيلة». وشدّد على أنّه «لا بد للسلطة الوطنية أن تسيطر على المعابر حتى تتمكن من تسهيل إدخال المواد الأساسية وتسهيل خروج ودخول الناس إلى قطاع غزة، إلّا أنّ هناك من لا يريدون ذلك».
من جهته، اتهم عضو المكتب السياسي في «حماس»، موسى أبو مرزوق، الرئيس الفلسطيني بعرقلة الحوار الداخلي. وقال «رحبنا بكل الوساطات لرأب الصدع (بين فتح وحماس)، لكن الرفض يأتي من محمود عباس ومن هم في رام الله، فهم يضعون العراقيل في كل حوار ينطلق وفي كل اقتراح يبدو في الأفق».
وفي السياق، اتهم وزير الأسرى والمحررين في حكومة تسيير الأعمال، أشرف العجرمي، «حماس» باستغلال الضائقة المعيشية التي يعاني منها سكان القطاع للإساءة إلى العلاقات مع مصر. وأكّد، في تصريحات إذاعية، أنّ «الحكومة الفلسطينية تريد معالجة الأمور في غزة ورفع الحصار عنها من خلال تفعيل أدوات الضغط على المجتمع الدولي بمساندة الأشقاء العرب».
أمّا في غزّة، فقد وصفت قيادة «لجان المقاومة الشعبية» وقوف مصر إلى جانب الشعب الفلسطيني وفتح معبر رفح البري بأنه «خطوة مهمة نحو كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال»، فيما دعا المتحدّث باسم «حماس»، طاهر النونو، في تصريح إلى إذاعة «القدس»، إلى ضرورة فتح معبر رفح «بشكل دائم، لكن بآليات قانونية وحضارية».
وفي السياق، لفت رئيس اللجنة القانونية في المجلس التشريعي الفلسطيني، المسؤول البارز في «حماس»، محمد فرج الغول، إلى أنّ «تفجير الجدار، وهو جزء من ضغط شعبى من جانب المقيمين، يعدّ خطوة أولى نحو إنهاء الحصار وهو بداية لدعم السيادة المصرية الفلسطينية على معبر رفح بعيداً عن إسرائيل». وأضاف: إن «ما نحتاجه الآن هو إعادة ترتيب العملية من الناحية القانونية من دون تدخل إسرائيل».
وعن أزمة الطاقة في القطاع المحاصر، أوضح نائب رئيس هيئة الطاقة الفلسطينية، كنعان عبيد، أنّ خطر توقف الكهرباء مجدداً عن قطاع غزة يُعتبر أقلّ مما كان عليه في الأيام السابقة. وقال، لإذاعة «صوت القدس»، إنّ «اليوم (أمس) تلقينا كمية متوسّطة، وأمس (الأربعاء) دخلت كمية قليلة جداً، لكن يوم الأحد (المقبل) ستكون نسبة العجز حوالى 30 في المئة في معظم محافظات غزة». وطمأن أهالي غزّة إلى أنّه «لن يكون عندنا أزمة وقود إلى يوم الأحد، الذى يمثّل يوم الفرج القريب».
ميدانياً، اعتقلت قوّات الاحتلال 56 فلسطينياً من سكان الضفة الغربية بدعوى أنهم يقيمون في إسرائيل بشكل غير قانوني. وأوضحت الإذاعة الإسرائيليّة أنّ التحقيق جار معهم حالياً، فيما أكّد مسعفون أنّ الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينياً واحداً على الأقل في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)