تسلّمت أوكرانيا، أمس، خمسة مليارات دولار في إطار قرض من صندوق النقد الدولي لتثبيت اقتصادها الذي تخنقه أزمة دامية في الشرق، على أن تجري في وقت لاحق مفاوضات بالغة الأهمية لإعادة جدولة دينها العام. وهذه هي الدفعة الأولى من برنامج مساعدة يبلغ بالإجمال 17,5 مليار دولار على أربع سنوات، ووافق عليه صندوق النقد الدولي الأربعاء.وفي السياق، أعلن وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، أن بلاده ستشارك في تمويل الشريحة الأولى من برنامج المساعدات المقدمة لأوكرانيا من قبل صندوق النقد الدولي، بمبلغ قدره 13.75 مليون دولار.

وأوضح سيلوانوف أن البرنامج تموله موارد صندوق النقد الدولي وكذلك أموال الدول المساهمة، في إطار ما يعرف بالاتفاقات الجديدة حول الإقراض. وأشار إلى أن روسيا ستشارك في تمويل الشريحة الأولى، تنفيذاً لالتزاماتها كدولة موقعة على هذه الاتفاقات.
من جهتها، أفادت وزارة المال الأوكرانية، في بيان بأن «الأموال بدأت بالوصول إلى حسابات المصرف المركزي. وسيصل المبلغ كاملاً قبل المساء»، موضحة أن 2,2 مليار دولار ستذهب إلى حساب الحكومة و2,8 مليار إلى حساب المصرف المركزي.
ويأتي هذا الإعلان فيما قدمت وزيرة المال، ناتالي جاريسكو، إلى المستثمرين الأجانب «مبادئ المفاوضات المقبلة مع البلدان الدائنة» حول إعادة جدولة الديون، على أن تزور، الأسبوع المقبل، كلاً من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وتعتبر المفاوضات التي تهدف مع البلدان الدائنة إلى إنقاص الدين الأوكراني 15 مليار دولار، خلال أربع سنوات، بالغة الأهمية من أجل نجاح خطة المساعدة الدولية لأوكرانيا التي بلغ اقتصادها شفير الإفلاس.
في سياق آخر، ورغم وقف إطلاق النار المُطبق بالإجمال، أعربت كييف، أمس، عن أسفها «لتمركز قوات عدوّة على كامل خط الجبهة»، ولاندلاع «معارك» في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في قرية شيروكيني القريبة من ماريوبول، آخر مدينة كبيرة في منطقة النزاع التي ما زالت تحت سيطرة كييف، وفي ستانيتسا لوغانسكا في منطقة لوغانسك المتمردة المجاورة.
لكن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو لاحظ، مع ذلك، «تراجع التوتر» في شرق أوكرانيا. وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية أوكرانية، قال بوروشنكو: «يمكنني أن أقول إن عدم تكبدنا خسائر عسكرية، منذ أيام عدة، مع الحفاظ على أرواح أبطالنا الأوكرانيين، هو مؤشر واضح على تراجع تدريجي للتوتر».
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الدفاع البلغارية، أمس، أن بلغاريا والولايات المتحدة العضوان في «حلف شمال الأطلسي» ستجريان سلسلة من التدريبات العسكرية المشتركة، خلال الأشهر الثلاثة والنصف المقبلة، وسط تصاعد حدّة التوتر مع روسيا بشأن الأزمة في أوكرانيا.
وسيصل نحو 350 ضابطاً من الجيش الأميركي إلى بلغاريا للمشاركة في التدريبات، التي تبدأ الأحد في ميدان نوفو سيلو في جنوب شرق بلغاريا. ويشارك في التدريبات ناقلات جند مدرعة أميركية وطائرات هليكوبتر ودبابات.
وقال وزير الدفاع، نيكولاي نينتشيف، إن الولايات المتحدة ستنفق نحو 30 مليون دولار لتحديث البنية الأساسية في ميدان تدريب نوفو سيلو.
إلى ذلك، أعلن المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، أمس، أن مكتب الأمين العام تسلّم في الـ23 من الشهر الماضي، خطاباً رسمياً من أوكرانيا يتعلق بطلبها نشر قوات حفظ سلام هناك.
وقال دوغريك، في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم، إن مجلس الأمن هو الجهة التي تقرر مثل هذه الأمور، موضحاً أن نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا يستدعي صدور قرار من مجلس الأمن بذلك.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)