strong> 5 شهداء في الضفّة والقطاع... و«حماس» تطالب بـ«آلية قانونية» للعبور
لم تستطع السلطات المصريّة أن تلزم الغزّاويّين بـ«الحدود الزمنيّة» التي وضعتها من أجل عودة «الوضع الطبيعي» إلى معبر رفح، بعدما فُجِّر الأربعاء الماضي، تعبيراً عن مدى المعاناة من الحصار الذي حرم سكّان القطاع الغذاء والمواد التموينيّة والوقود.
فلم تكد قوّات الأمن المصريّة تعلن أنّها ستغلق الحدود أمس، مطلقةً نداءات إلى الفلسطينيّين بالعودة إلى أراضيهم، حتى فتح ناشطون ثغرة جديدة في الجدار الحدودي، مستخدمين جرافة. وعلى الفور تدفق العشرات عبرها إلى الجانب المصري. ولم يتدخّل رجال الأمن المصريّون، الذين نشروا الأسلاك الشائكة واستخدموا في وقت سابق خراطيم المياه لتفريق الحشود.
وفيما تفاوتت الأنباء عن عدد الفلسطينّيين الذين عادوا إلى أراضيهم ومن بقي في الجانب المصري من الحدود، قالت مصادر أمنيّة وطبية، لوكالة «فرانس برس»، إنّ جندياً من قوات حرس الحدود المصري أصيب برصاصة في قدمه خلال إطلاق فلسطينيّين النار بشكل عشوائي عند منطقة الحدود.
غالبيّة العائدين كانوا يحملون، بحسب التقارير الإعلاميّة، أكياساً وصناديق من الورق المقوى مملوءة بمواد غذائية، كما كان بعضهم يحمل أجهزة تلفزيون وثلاجات وصفائح وقود، بعدما باتوا محرومين منها بسبب الحصار التام الذي تفرضه إسرائيل عليهم.
وفي هذا الوقت، شدّد المتحدّث باسم حكومة «حماس»، طاهر النونو، على أنّ جهود مصر لإعادة إغلاق الحدود ليست جزءاً من أيّ اتفاق مع الحركة الإسلامية، التي قال إنّها «تحثّ الإخوة المصريين على ضرورة أن تكون هناك آليّة لمرور الأشخاص والسلع من خلال معبر رفح بطريقة قانونيّة ومنظّمة».
وفي تعليق على تقديرات أشارت إلى أنّ «غزة لديها إمدادات من الغذاء تكفي لمدّة شهر»، قال إنّ الوضع ليس كذلك، موضحاً أنّ الأزمة في غزة لا تزال موجودة من حيث الوقود والكهرباء، وما اشتراه التجار من مصر ليس كافياً لتعويض النقص الناجم عن الأشهر السبعة الماضية، أي منذ بدأ الحصار.
وفي السياق، أعرب المتحدّث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، عن خشيته من أن يكون القرار المصري بإعادة إغلاق الحدود مع غزة ناتجاً من «تعرّض السلطات المصريّة لضغوط أميركية وإسرائيلية». واتهم، في تصريحات لموقع «فلسطين اليوم»، السلطة الفلسطينية بالمشاركة في الضغوط الدولية على القاهرة لجهة عدم فتح معبر رفح مع غزة، موضحاً أنّ هذا الأمر أكّدته «تصريحات المستشار السياسي للرئيس محمود عباس، نمر حماد، الذي جدّد رفض الحوار مع حماس في شأن فتح المعبر».
وزيرة الخارجيّة الأميركية كوندوليزا رايس، جدّدت موقف بلادها القائل بضرورة أن تضمن مصر أمن حدودها مع قطاع غزة. وقالت: «أفهم أنّه وضع صعب عليهم، لكن هذه حدود دولية وتجب حمايتها، وأعتقد أن مصر تفهم أهميّة عمل ذلك».
وفي السياق، ذكر دبلوماسيون، تحدّثوا لوكالة الأنباء الألمانيّة، أنّ وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ركّزوا على الوضع في قطاع غزة خلال لقائهم في بروكسل أمس، فيما حثّ وزير الخارجيّة الإسباني، ميغيل أنخيل موراتينوس، «كل الأطراف المعنية» على الوفاء بالتزاماتها في ما يتعلق بالدخول إلى قطاع غزة، داعياً إلى استئناف مهمة الاتحاد الأوروبي في معبر رفح «إذا توافرت الضمانات المناسبة»، مذكّراً بالبعثة التي نشرها الاتحاد عام 2005 في معبر رفح «للعمل وفقاً للمعايير الدولية».
ميدانياً، استشهد 4 ناشطين من «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لـ«حماس»، وأصيب اثنان آخران على الأقل في غارتين إسرائيليتين استهدفتهم في رفح جنوب قطاع غزة.
شهيد خامس سقط في الأراضي الفلسطينيّة أمس، لكن في الضفة الغربيّة، حيث أدّت مواجهات مع القوّات الإسرائيلية في مدينة الخليل، إلى استشهاد محمود محمّد عوض (17 عاماً) بعد إصابته بعيار ناري في الصدر.
والمواجهات جاءت بعد دهم قوّات الاحتلال لمنزلي المقاومين محمد فتحي يونس صبارنة (21 عاماً) ومحمود خليل عبد الفتاح صبارنة (20 عاماً) اللذين استشهدا ليل أوّل من أمس، خلال عمليّة قاما بها في مستوطنة كفار عتصيون أدت إلى إصابة 3 مستوطنين بجروح.
وتبنت «كتائب القسّام» المسؤوليّة عن العمليّة، التي جاءت بعد قتل مسلّحين فلسطينيّين لجندي إسرائيلي، على المدخل الشمالي لمخيّم شعفاط قرب القدس المحتلة، باستخدام الأسلحة الرشاشة. وتبنّت «كتائب شهداء الأقصى»، سرايا النضال والحرية، المسؤولية عن الهجوم.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)