أمام زحف مقاتلي «القاعدة» إلى شمال العراق، بعدما نجحت خطّة فرض القانون في ضرب معاقلهم في العاصمة بغداد ومحافظة الأنبار، أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي عن «معركة حاسمة» في الموصل ضدّ هذا التنظيم، في الوقت الذي تبنّى فيه وزير خارجيته هوشيار زيباري، كلام الرئيس جورج بوش عن بقاء القوات الأميركية في بلاد الرافدين لعشر سنوات مقبلة، رغم تأكيد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أنّ إقامة قواعد كهذه بموجب «اتفاقية طويلة الأمد» مع الحكومة العراقية أمر مستبعد.وأعلن المالكي، أمس، أن قوات الأمن العراقية بدأت «هجوماً حاسماً ونهائياً» على تنظيم «القاعدة» في شمال العراق، لإخراج مقاتليه من آخر معاقلهم الكبيرة. وأضاف أنّ الحملة ستتركّز في الموصل، حيث وقع انفجار كبير يوم الأربعاء الماضي، أدّى إلى مقتل وإصابة المئات.
وأوضح المالكي، خلال حفل لتكريم ضحايا العنف في مدينة كربلاء، إنّه جرى إنشاء غرفة عمليات في محافظة نينوى «لاستكمال المعركة الأخيرة مع القاعدة ومع مقاتلين وأعضاء في النظام السابق».
ويرى بعض القادة العسكريين الأميركيين أن «القاعدة» أعاد تجميع صفوفه في المحافظات الشمالية، بعدما طُرد من محافظة الأنبار الغربية وبغداد، خلال حملات أمنية نُفذت العام الماضي.
وانسجاماً مع ما كان قد أعلنه بوش خلال جولته الشرق أوسطية الأخيرة، فإنّ القوات الأميركية ستبقى في العراق 10 سنوات على الأقل، على حدّ تعبير زيباري، الذي أصرّ على أن هذه القوات لن تبقى في بلاده فترة أطول من ذلك، «كما يطالب بعض السياسيين في الولايات المتحدة، وستغادرها خلال عشر سنوات».
ونسبت صحيفة الـ«إندبندنت» البريطانيّة إلى زيباري قوله: «إن مدّة الوجود الأميركي سيُتفاوض بشأنها، ولن تبقى غير محدّدة». وأضاف: «لا شك في أن الاتفاق الجديد الذي سنبرمه مع الولايات المتحدة، سيُدان على أنه بيع كامل للعراق، لكنه ضروري للأميركيين والعراقيين لإنهاء الغموض بشأن مستقبل العلاقات بيننا»، مشدّداً على أن الدعم الأميركي للحكومة العراقية «ضروري لمنع أي غزو أجنبي».
في المقابل، رأى غيتس أنّه ليس في مصلحة واشنطن إقامة قواعد دائمة في العراق، مهدّئاً بذلك المخاوف الناجمة عن المفاوضات بشأن وجود عسكري أميركي دائم في هذا البلد. وأضاف: «أعتقد بأن طريقة التفكير في إطار اتفاق هي مجرّد مفهوم لتطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق».
وردّاً على أنباء صحافية عن احتمال تعيين قائد قوات الاحتلال في العراق، الجنرال ديفيد بيترايوس في منصب القائد الأعلى لحلف شمالي الأطلسي، قال غيتس إنه «سيبقى في منصبه معظم هذا العام على أقل تقدير».
(أ ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)