عندما يكشف «دافوس» عن وجهه «الإنساني»
ركّز المجتمعون في المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس أمس على ترويج «الوجه الإنساني للرأسمالية»، حيث تحوّل الحديث إلى قضايا اجتماعية مثل الصحة والفقر والحفاظ على البيئة، من دون أن يغيب الاقتصاد عن المنبر.
وألقى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون كلمة شاملة تطرق فيها إلى الأزمة التي يعانيها الاقتصادي الأميركي، محذراً من «التصرّف المبالغ به» الذي قد يتجسدّ قوانين قاسية تسبب «التوقف أو الشلل وتلاشي القدرة على الفعل» في الاقتصاد الدولي، محذّراً قادة الدول الأوروبية من أنّه «ينبغي أن نكون أقلّ ميلاً للإجراءات الحمائية».
ودعا براون إلى إعادة النظر بالمؤسسات الدولية التي «لم تعد قادرة على التعامل مع تحديات العالم المعاصر». وأضاف أن «البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة... بُنيت من أجل مشاكل الخمسينيات، ولا تستطيع التعامل مع قضايا عام 2008. ونحن في حقبة إذا لم نُصلح فيها مؤسساتنا الدولية، ستصبح غير متصلة بالواقعواقترح رئيس الوزراء البريطاني إنشاء «وكالة للاستجابة الطارئة» تساعد «الدول الفاشلة» على استنهاض أوضاعها وتحويل البنك الدولي إلى «بنك من أجل البيئة كما من أجل التنمية»، لمساعدة الدول التي تريد الانتقال من استعمال الوقود الأحفوري إلى الاعتماد على مصادر بديلة للطاقة.
وتماهت دعوة براون مع كلام رئيس «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» أنجل غوريا، الذي شدد على أنه «ينبغي لمجموعة الثماني أن تصبح مجموعة الـ13 بأسرع ما يمكن»، مشيراً بشكل أساسي إلى ضرورة انضمام الهند والصين إلى المجموعة.
وكان المنتدى فرصة لكبار مستهلكي النفط في العالم للاجتماع والتعبير عن مخاوفهم إزاء ارتفاع أسعار الذهب الأسود، والتهديد الذي يمثّله على النمو الاقتصادي.
وقال وزير الأعمال والمشاريع والإصلاحات البريطاني، جون هاتون، بعد اجتماع مع نظرائه من اليابان والولايات المتحدة ومسؤولين آخرين في قطاع الطاقة، «إنها مسألة مثيرة للقلق».
من جهة أخرى، أعلن الملياردير الأميركي بيل غيتس عن منح بقيمة 306 ملايين دولار لتنمية الزراعة في الدول الفقيرة في آسيا وأفريقيا، في خطوة كبيرة في مجال الزراعة يتخذها صندوق غيتس الذي كان يركّز على الصحة. وكان صاحب شركة «مايكروسوفت» للمعلوماتية قد اقترح على المشاركين في المنتدى، أول من أمس، نموذجاً جديداً من الرأسمالية يخدم الفقراء المغيّبين، مشيراً إلى «أن التحدي هنا هو تصميم نظام يشتمل على الربح وعلى إدراك ضرورة بذل المزيد من الجهود للدول الفقيرة».
وجاء إعلان غيتس قبل اجتماع مع كل من الناشط الإنساني ونجم موسيقى الروك، الناشط في مجال حقوق الإنسان، بونو، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالإضافة إلى براون، ناقشوا خلاله مدى التقدم في تحقيق أهداف خطة الألفية التي حددتها الأمم المتحدة عام 2000 للقضاء على الفقر والمرض والجوع ولتمكين المرأة.
وحثّ بان الحضور على تجديد التزامهم خطة الألفية قائلاً: «لقد تراجع العديد من الدول إلى الخلف، ونحتاج إلى أفكار جديدة ورؤى متجددة».
أما بونو فقد دعا إلى تحويل الالتزام المعنوي للدول الكبرى إلى التزام قانوني. ووجه نصيحة إلى شعوب العالم الفقيرة، قائلاً: «نصيحتي إلى العالم النامي، احصلوا على محام جيّد وجرّوا مؤخّراتنا إلى المحكمة!».
(أ ب، د ب أ، رويترز، أ ف ب)