شهد اليومان الماضيان في العراق ترحيباً إيرانيّاً، عبّر عنه وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بتجديد إعلان المسؤولين الأميركيّين نيّتهم خفض عدد قواتهم خلال العام الجاري في بلاد الرافدين، حيث كرر السفير الأميركي ريان كروكر التأكيد أنّ الخطّة الطويلة الأمد التي ستوقّع بين بغداد وواشنطن، لن تتضمّن إقامة قواعد عسكريّة.وأثنى متّكي على سياسة واشنطن في إعلانها «خفض حجم قواتها في العراق». وأضاف: «سيكون هذا قراراً جيداً»، موضحاً أن البريطانيّين «اتخذوا قراراً صائباً عندما نقلوا المسؤولية الأمنية في البصرة إلى المسؤولين العراقيين وشاهدنا تحسّناً نسبياً في العراق منذ الصيف الماضي».
بدوره، أوضح كروكر أنّ «الاتفاقية لن تضمّ بنوداً سرية، ولا قواعد أميركية دائمة، وستعرض على البرلمان العراقي للمصادقة عليها».
وفي شأن استئناف المباحثات الأميركية مع الجانب الإيراني في الوضع في العراق، أكّد كروكر استعداد إدارته لإجراء جولة جديدة من هذه المباحثات في أيّ وقت، شرط أن يكون العراق طرفاً فيها كما حدث في الجولات الثلاث السابقة. وأشار إلى أنّه أبلغ الحكومة العراقية هذا الموقف، «ونحن بانتظار جواب الجانب الإيراني الذي عليه تحديد موعد المباحثات».
وعن خفض عديد القوات الأميركية، قال السفير الأميركي إنّ شهر تموز المقبل «سيشهد خفض القوات الأميركية بنحو 30 ألف جندي، رابطاً تنفيذ هذا القرار بالتقارير التي سيقدمها القادة الميدانيون الأميركيون إلى الإدارة الأميركية، وهو تفسير حرفي للتوصية التي خرج بها تقرير كروكر ـ بيترايوس الذي تبنّاه الرئيس جورج بوش في آب الماضي.
وفي السياق، أعلن مستشار الأمن القومي العراقي، موفّق الربيعي، خلال جولة في مطار بغداد الدولي، أنّ العام الجاري سيشهد تسلّم القوات العراقية مهام السيطرة على المطار «بشكل كامل».
واستكمالاً لما أعلنه رئيس الوزراء نوري المالكي يوم الجمعة الماضي عن معركة «الحسم النهائي» لتنظيم «القاعدة» في الموصل، كشف مسؤولون أمنيون عن أنّ تعزيزات القوات العراقية وصلت إلى المدينة الشمالية أمس، معزَّزة بدبّابات وطائرات مروحيّة استعداداً لشنّ العملية التي وصفها المالكي بأنها ستكون «الأخيرة» على «القاعدة».
وفي شأن الأزمة الحكوميّة المستمرّة، تعهّد المالكي إنهاء الأزمة التي تواجهها حكومته نتيجة الانسحابات المتكرّرة للكتل السياسية. وقال إنّ التعديل الحكومي الشامل سيحصل خلال الأسبوع الجاري.
وفي إشارة إلى الكتلة الصدرية، لمّح المالكي إلى وجود مشاكل داخلية في هذه الكتلة تحول دون عودة وزرائها. وأشار إلى أنّ الحكومة الجديدة «ستشهد معايير بعيدة عن ظاهرة المحاصصة».
ولم تنتهِ بعد تداعيات تفجير المبنى السكني في الموصل، فذكر الضابط الأميركي غريغ سميث أنّ «القاعدة استخدمت صبيَّين في الخامسة عشرة من عمرهما لتنفيذ التفجيرين الانتحاريين الكبيرين اللذين ضربا الموصل وتكريت».
في المقابل، عبّر وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم عن صدمته إزاء الوضع في الموصل، فوصفه بأنه «أسوأ بكثير ممّا كنت أتصوّر»، مشيراً إلى أنه يجب العمل بجدّ لإنقاذ المدينة.
ميدانياً، أعلن الاحتلال مقتل ثلاثة من جنوده في الكاظمية ومحافظة صلاح الدين، فيما قُتل خمسة عراقيين في نواحٍ متفرّقة من البلاد.
(يو بي آي، رويترز، أ ب، د ب أ)