سيطر الحديث البيئي على ختام أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس، أمس، بعد كلام رئيسي وزراء الدنمارك واليابان على وجوب التزام الولايات المتحدة والصين والهند البروتوكولات البيئية التي ستخلف معاهدة «كيوتو» التي تلزم الدول بحدّ معيّن من انبعاث الغازات السامّة.وكشف رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا عن خطط تعدّها بلاده من أجل إنشاء صندوق بقيمة عشرة مليارات دولار بهدف مساعدة الدول النامية على تقليل انبعاثاتها، مقترحاً عام 2020 مهلةً نهائية لتحسين فعاليّة إنتاجها من الطاقة غير الملوِّثة بنسبة 30 في المئة.
وفي كلمة أمام المنتدى، أعلن فوكودا أنّ البيئة ستتصدّر جدول أعمال قمّة مجموعة الدول الصناعية الثماني المقرَّر عقدها في اليابان في تموز المقبل. وتعهّد بموجب برنامجه لتبريد الأرض، إتاحة استخدام التكنولوجيا اليابانيّة لتحسين كيفيّة استخدام الطاقة، وحثّ الدول الكبرى الأكثر إصداراً للانبعاثات إلى التوصّل إلى اتفاق جديد، من خلال المفاوضات، يحلّ بدلاً من «بروتوكول كيوتو»، في غضون عامين.
أمّا رئيس الوزراء الدنماركي أندره فوغ راسموسن، فشدّد بدوره، في مقابلة مع وكالة «أسوشيتيد برس»، على ضرورة الضغط على واشنطن وبكين ونيودلهي للمشاركة في الاتفاقية البديلة بعد انتهاء العمل بـ«كيوتو» عام 2012. وأشار راسموسن، الذي تستضيف بلاده اجتمعاً بيئياً مهماً عام 2009، إلى أنّ «التحدّي الحقيقي هو جعل المسبّبين الأساسيّين للانبعاثات ينضمّون» إلى الاتفاقية.
في هذا الوقت، اجتمع وزراء تجارة من أكثر من 20 دولة على هامش المؤتمر الدولي، لدرس إمكان التقدّم في مفاوضات جولة الدوحة لمنظّمة التجارة العالميّة، بهدف التوصّل إلى اتفاق جديد لتحرير التجارة قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، في ظلّ تصاعد المخاوف من أزمة اقتصادية عالمية.
وقال الوزراء، في بيان، إن التوصّل لاتفاق من شأنه أن يبثّ ثقة «تشتدّ الحاجة إليها في اقتصاد عالمي يعاني المشاكل وأن يساعد في تفادي الاتجاهات الحمائيّة» التي تنتهجها الدول الكبرى لصناعاتها.
كما ذكرت وزيرة الاقتصاد السويسرية دوريس ليوتهارد، أنّ مهلة المفاوضات «شارفت على النفاد»، في إشارة منها إلى قرب موعد الانتخابات الأميركية التي «ستحدّد رئيساً جديداً وممثّلاً تجارياً لأكبر نظام اقتصادي في العالم».
وقبل الاجتماع، الذي حضره رئيس منظّمة التجارة باسكال لامي، شدّد المفوَّض التجاري الأوروبي، بيتر مندلسون، على أنّه «يتعيّن أن نتوصّل إلى هذا الاتفاق بشأن محادثات التجارة العالمية في هذا العام لأني لا أعتقد أنّ فرصة ستُسنَح لنا بعد العام الجاري».
(أ ب، د ب أ)