كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، أن الرئيس الباكستاني برويز مشرّف رفض هذا الشهر طلباً أميركياً بتنفيذ عملية عسكرية في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان من أجل مطاردة عناصر تنظيم «القاعدة»، معرقلاً بذلك الخطط الأميركية لتفعيل الحرب على هذا التنظيم.وذكرت «نيويورك تايمز» أن مسؤولَين في الاستخبارات الأميركية، هما مدير وكالة الاستخبارات «سي أي إيه» مايكل هايدن ومدير الاستخبارات الوطنية مايك ماكونيل، قاما بزيارة سرّية أوائل الشهر الجاري إلى إسلام أباد، من أجل الحصول على إذن مشرّف للقيام بعملية عسكرية أميركية في المناطق القبلية، لكنّه رفض أي عمليات، سواء خاصة بالـ«سي أي إيه» أو عمليات مشتركة مع قوات الأمن الباكستانية.
وشملت المحادثات بين الطرفين زيادة عدد ومجال مهمات طائرات «بريداتور» المسلّحة للمراقبة فوق المناطق القبلية وتحديد الطرق التي يمكن أن تسرّع بها واشنطن تقديم المعلومات لباكستان بشأن المتشدّدين المشتبه بهم، وضمّت قائد الجيش الجنرال أشفق برويز كياني إضافةً الى رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الباكستانية الرئيسية الجنرال نديم تاج.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى قوله إن الغرض من هذه المهمة كان «إقناع مشرّف بأن الوقت يمرّ» وأنّ زيادة الهجمات على باكستان ستقوّض في نهاية الأمر سيطرته على السلطة، فيما أشار آخرون إلى أن معلومات الاستخبارات تدلّ على أن «القاعدة» تعمل في المناطق القبلية بحصانة تشبه تلك الحصانة التي كانت تتمتع بها خلال الأيام التي سبقت هجمات 11 أيلول 2001.
من جهة ثانية، أعلنت إسلام آباد أول من أمس أنها عزّزت أمن أسلحتها النووية في الأشهر الأخيرة. واستبعد رئيس إدارة التخطيط الاستراتيجي في باكستان الجنرال المتقاعد خالد أحمد قيدواي «أن تسقط باكستان في أيدي متشدّدي القاعدة أو طالبان». إلا أنّه اعترف بأن التنظيمين قد يحاولان استهداف المنشآت النووية الباكستانية، لذلك «رُفعت حالة التأهب في الأشهر الأخيرة. ويحرس نحو 10 آلاف جندي منشآتنا النووية ولدينا نظام أمن محكم».
وفي الاشتباكات الجارية بين الجيش الباكستاني والمتمرّدين في المناطق القبلية، أعلن الجيش أمس مقتل لا يقلّ عن 20 متمرّداً وخمسة جنود، خلال معارك حاول فيها المتمرّدون السيطرة على نفق الصداقة على طريق إندوس السريع.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب)