strong>بعد هزيمتين متتاليتين، استطاع السيناتور الديموقراطي باراك أوباما تحقيق فوز ساحق في الانتخابات التمهيدية لولاية ساوث كارولينا على منافسته الرئيسية هيلاري كلينتون، ما يعطيه دفعاً كبيراً قبل أيام «الثلاثاء الكبير» الذي تجري فيه 22 ولاية أميركية انتخاباتها التمهيدية لاختيار مرشحي رئاسة الجمهورية
حصد السيناتور الديموقراطي المرشح للانتخابات الرئاسية الأميركية، باراك أوباما، 55 في المئة من أصوات الناخبين في مقابل 27 في المئة للسيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون في الانتخابات التمهيدية في ولاية ساوث كارولاينا. وحل السيناتور السابق جون إدواردز ثلاثا بحصوله على 18 في المئة، في الولاية التي كان قد فاز فيها أثناء حملته السابقة عام 2004، ما يلقي بالشكوك من جديد على مستقبله في الحملة الانتخابية.
وكان أوباما يسعى جاهداً إلى الفوز في انتخابات ساوث كارولاينا بعد هزيمتين متتاليتين في نيوهامشير (شمال شرق) ونيفادا (غرب). وقد ركز حملته على الناخبين السود الذين يشكلون غالبية سكان الولاية، مستعيداً بكثافة أقوال مارتن لوثر كينغ وسيرته.
وبعد حملة انتخابية مريرة وقاسية تحوّل خلالها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون إلى النقطة الرئيسية للجدال إثر تكرار تهجُّمه على أوباما، فاز الأخير بدعم 81 في المئة من الناخبين السود، إلى جانب دعم أكثر من ربع أصوات الناخبين البيض في ساوث كارولاينا.
وأدلى عدد قياسي من الناخبين، زاد على أكثر من 500 ألف شخص، بأصواتهم في أول انتخابات تمهيدية للديموقراطيين في الجنوب، ما اعتبره الديموقراطيون دليلاً على رغبة الأميركيين في التغيير.
وألقى المرشح ذو الأصول الكينية، خطاب النصر قبالة جمع ضخم من مؤيّديه الذين توقفوا عن الهتاف «نريد التغيير» من أجل سماع كلمته. وعاتب السناتور الأسود خصومه الذين رأوا الانتخابات التمهيدية في الولاية والانتخابات العامة من منظور عرقي، وقال «إن الأمر لا يتعلق بالسود في مواجهة البيض ولكن الأمر يتعلق بالماضي في مقابل المستقبل... إن الأمر يتعلق باستسلامنا لنفس الانقسامات القديمة والتمثيلية السياسية التي تحدث حالياً أو أن نتطلع لسياسة الحس السليم، سياسة التضحيات المشتركة والرخاء المشترك».
ودفع شعار أوباما حول التغيير والأمل، لمقارنته بالرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي الذي كان في نفس عمر أوباما (43 عاماً) عندما دخل البيت الأبيض عام 1960. وتعززت صدقية هذه الصورة بعد تأييد ابنة كينيدي، كارولين، لأوباما، في مقال نشرته أمس صحيفة «نيويورك تايمز» بعنوان «رئيس مثل أبي».
وحيّت كينيدي السيناتور الديموقراطي على موقفه المناهض للحرب الأميركية على العراق. وكتبت قائلة «على مر السنوات، كنت أتأثر كثيراً بالناس الذين كانوا يخبرونني أنهم يتمنّون لو أحسوا بنفس الإلهام والأمل اللذين كان الناس يشعرون بهما تجاه أميركا عندما كان والدي رئيساً... هذا الإحساس حقيقي أكثر اليوم. وهذا هو السبب الذي يجعلني أؤيد باراك أوباما».
وبعد إعلان النتيجة بدقائق، سارع المرشحون للانتقال إلى ولايات أخرى لاستكمال استعداداتهم الانتخابية فيها، فغادر أوباما إلى ولاية جورجيا فيما أرسلت كلينتون رسالة مكتوبة لتهنئته قبل أن تنتقل إلى ناشفيل في ولاية تينيسي، حيث أكدت أنها وضعت هزيمة ساوث كارولاينا وراءها وأن «عيون البلاد» كلها تحولت إلى تينيسي وإلى أكثر من 20 ولاية ستصوّت في أضخم انتخابات تمهيدية في الخامس من شباط المقبل.
أما إدواردز، المتراجع كثيراً في استطلاعات الرأي الوطنية، فقد شدّد لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، على أنه لا يفكر في الانسحاب وأنه «مستمر في طريقه لأبعد مدى». وقال إنه جمع الكثير من الأموال عبر الانترنت في الأسابيع الأخيرة وهو ما أعطاه «القوة» للاستمرار في معركته من أجل «الطبقة المتوسطة المنسية وغير المؤمّن عليهم وكبار السن الذين لا يحصلون على الرعاية».
أما الجمهوريون الذين خاضوا الانتخابات التمهيدية في ساوث كارولينا الأسبوع الماضي، فيركزون جهودهم الآن على فلوريدا التي تجرى فيها الانتخابات التمهيدية غداً الثلاثاء، في ظلّ منافسة شديدة بين ميت رومني وجون ماكين.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ)