علي حيدر
دعوات إلى محاورة «حماس» ومخاوف من أسلحة «مخلّة بالتوازن»

سيطر الوضع في قطاع غزة واختراق معبر رفح على المشهد السياسي الإسرائيلي، ولا سيما أنه يحمل مؤشرات على فشل سياسة الحصار على القطاع. وشدّد العديد من الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين على وجوب إعادة النظر في مسألة المعابر والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القطاع وحتى التحدث مع حركة «حماس».
وقال الرئيس السابق لجهاز «الموساد» ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي، افرايم هاليفي، للإذاعة الإسرائيلية، «من اعتقد بإمكان سجن كل سكان قطاع غزة داخل طنجرة ضغط وأن يؤدوا اللعبة وفقاً للأوامر التي نصدرها لهم وأن ينشدوا الأناشيد السياسية والعسكرية بموجب ما نمليه عليهم، فإن هذا لم يكن تفكيراً صحيحاً كما لم يكن من الصواب تقدير الأمور على هذا النحو».
وأضاف هاليفي «لا أعتقد بأنه كان يجب الموافقة على الهدنة التي اقترحتها حماس، لكني أعتقد أنه يجب السعي لوقف إطلاق النار مثلما فعلنا مع الدول العربية بعد حرب الاستقلال (حرب عام 1948) رغم أنها لم تعترف بحق دولة إسرائيل في الوجود».
وقال الوزير الإسرائيلي جدعون عزرا «لا أعتقد بأن إغلاق المعابر الآن هو أمر ممكن، وأعتقد بأن ما يجب فعله الآن هو أن يجري نقل الحاجات الضرورية عبر المعابر إلى سكان قطاع غزة وعدم إدخال ما لا نريد إدخاله». وأضاف: «آمل فقط أن يبذل المصريون جهداً وينفذوا ما هو ملقى على عاتقهم»، في إشارة إلى منع تدفق الفلسطينيين من القطاع إلى مصر، ومراقبة ما إذا كانت عناصر مسلّحة تدخل إلى القطاع أو تخرج منه.
وقال الوزير زئيف بويم إن «على إسرائيل إعادة النظر مجدداً في مسألة الحدود الدولية مع مصر، بالتعاون مع القاهرة، بعد أن تفهم تحفظات إسرائيل حيال أدائها عند الحدود ومحور فيلادلفي».
وذكرت صحيفة «معاريف» أن التطورات التي جرت في الأيام الأخيرة أدّت من الناحية العملية إلى إجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل و«حماس» عندما توجه المصريون إلى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مطالبين بإعادة فتح المعابر، ورد الاسرائيليون الجواب عبر المصريين إلى «حماس».
وذكرت الصحيفة أيضاً أن محافل أمنية إسرائيلية نقلت إلى الأجهزة الأمنية المصرية رسالة مفادها «احرصوا على أن توقف حماس صواريخ القسام، ونحن سننظر بإيجابية إلى فتح المعابر».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الحكومة الإسرائيلية بدأت تدرك أن الحدود بين قطاع غزة ومصر ستبقى مفتوحة في المستقبل المنظور أيضاً، وتحاول الآن بلورة السياسة الجديدة على أثر الوضع الجديد الناشئ لمواجهة الواقع الجديد.
وتساءل المراسل السياسي للصحيفة، شمعون شيفر، «قبل أربعة أيام على نشر تقرير فينوغراد، يبقى فقط أن نسأل كيف لم يفكروا في الأجهزة الأمنية بأن فرض حصار على مليون ونصف مليون فلسطيني سيدفعهم إلى محاولة اختراق الحصار بهذه الطريقة أو تلك». ونقل عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إنه «من الأفضل أن تبقى الحدود بين القطاع ومصر مفتوحة على اعتبار أن مصر ستضطر في المستقبل لإقامة معابر منظمة عند هذه الحدود».
وأشار شيفر إلى أن عدداً من المسؤولين الإسرائيليين بدأوا يستنتجون أن «الحديث مع حماس بطريقة أو بأخرى هو أمر مهم، إذا كنا نريد التوصل إلى فترة تهدئة عند الحدود الجنوبية». وتابع أنه «في إسرائيل لا يرون أن إسقاط الأسوار عند محور فيلادلفي أمر سلبي بل هو فرصة لإعادة ترتيب أوراق اللعب مجدداً من ناحية التفاوض».
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يُقدّرون أن «فتح الحدود بين مصر والقطاع تحوّل إلى مشكلة استراتيجية لإسرائيل في ضوء تزايد عمليات تهريب الأسلحة إلى القطاع، ويخشون من خروج مخرّبين من القطاع والتسلل إلى إسرائيل عبر الأراضي المصرية».
من جهة أخرى، عبّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون عن قلقهم من تزايد كميات الأسلحة المهرّبة إلى قطاع غزة في أعقاب سقوط محور فيلادلفي، وإدخال أسلحة متطورة إلى القطاع تصفها إسرائيل بأنها أسلحة «مخلّة بالتوازن»، مثل قذائف مضادة للطائرات وأخرى للمدرعات وصواريخ ذات مدى أطول من صواريخ «القسام». وذكرت «يديعوت» أنه جرى الاتفاق خلال اجتماع في مكتب أولمرت على إجراء محادثات مع المسؤولين المصريين بهدف حل الأزمة وعدم الصدام. وأجرى رئيس الشعبة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، اللواء احتياط عاموس جلعاد، بناءً على تعليمات وزير الدفاع إيهود باراك، محادثات مكثفة مع مسؤولين مصريين من أجل تسوية الوضع.
(يو بي آي، الأخبار)