برلين ــ غسان أبو حمد
اعترفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بتلقي حزبها المسيحي الديموقراطي ضربة «مؤلمة» في الانتخابات التي جرت في مقاطعتي «هيسن» و«ساكسونيا السفلى» في عطلة الأسبوع، ما يشير إلى تحوّلات جذرية في صيغة «الائتلاف الحاكم»، ليس أقلّها انفراط عقد التحالف الحزبي المركزي وعودة الصراع السياسي إلى طبيعته، نتيجة التحولات التي كشفتها النتائج الانتخابية.
وبعد التعادل التقريبي في نسبة الأصوات التي نالها مرشحو الحزبين الرئيسيين (الاشتراكي الديموقراطي والمسيحي الديموقراطي)، في المقاطعتين، حقق حزب اليسار والحزب الليبرالي تقدماً ملحوظاً، وهي أحزاب تشكّل «بيضة القبّان» في ترجيح نهاية «شهر العسل» أو «المساكنة الحزبية القسرية».
وبدأت مكاتب «الماكينات الحزبية» تدرس صيغة واحتمالات التحالفات الحزبية المقبلة بين برلماني المحافظتين، وهو ما يعدّ «نموذجاً مصغّراً» لصيغة الحكم مستقبلاً، والذي سينعكس لاحقاً على بقية المقاطعات الانتخابية التي ستشهدها ألمانيا في الانتخابات الوطنية العام المقبل.
وكان حزب ميركل قد تعرض لانتكاسة في ولايتي «هيسن» و«سكسونيا السفلى» حيث فقد الغالبية التي كان يتمتع بها وحصل على 36.8 في المئة من مجموع الأصوات، في مقابل 36.7 في المئة للحزب الاشتراكي الديموقراطي. وجاءت بقية نتائج الأحزاب الأخرى لتزيد من صعوبة الموقف للحزب المسيحي، بعدما تراجع حلفاؤهم التقليديون الخضر إلى 7.5 في المئة من الأصوات، وارتفاع رصيد الحزب الديموقراطي الحر المعارض إلى 9.4 في المئة.
من ناحيته، أعلن «الحزب الاشتراكي الديموقراطي،» الذي يشكل جزءاً من «التحالف الأكبر» الحاكم على المستوى الوطني، أحقّيته بتأليف الحكومة في المقاطعة، بحسب طبيعة التحالفات المحتملة.
أما في سكسونيا السفلى، فاستطاع الحاكم السابق من الديموقراطي المسيحي كريستيان وولف الاحتفاظ بمنصبه. وتميّزت الانتخابات بنجاح «حزب اليسار» في الدخول إلى برلماني المقاطعتين للمرة الأولى، وهو مكوّن من الشيوعيين الألمان السابقين والناشطين اليساريين.