strong>دخلت الانتخابات الأميركية التمهيدية مرحلة جديدة أول من أمس على الجبهة الجمهورية، بعدما تغلّب جون ماكاين على أقرب منافسيه ميت رومني في ولاية فلوريدا، وتعرّض رودي جوليان لهزيمة كبيرة، ما يقلّص المرشحين الفعليين للحزب إلى اثنين
تلقّى جون ماكاين أول من أمس دفعة جديدة في السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لرئاسة الجمهورية، بعد فوز مهم في رابع أكبر ولاية أميركية، وهي المحطة الأخيرة قبل «الثلاثاء الكبير» في الخامس من الشهر المقبل، حيث تجري أكثر من عشرين ولاية أميركية الانتخابات التمهيدية في الوقت نفسه.
وتفوّق ماكاين على حاكم ماساشوستس السابق ميت رومني بخمس نقاط، فيما حصل عمدة نيويورك السابق رودولف جولياني على 15 في المئة فقط من أصوات المقترعين، وجاء حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي في المركز الرابع، في انتخابات أظهرت أن الاقتصاد يمثّل القضية الأولى بين الناخبين.
وقال ماكاين، لأنصاره الذين كانوا يردّدون «عودة ماك» في ميامي، «ربما لم نفز بنسبة ساحقة، لكن الفوز له مذاق جيد»، فيما وعد رومني بـ «مواصلة القتال» من أجل الفوز بترشيح الحزب، معتبراً أن السباق أصبح الآن ثنائياً. وأشار إلى أن «الخيارات الآن هي أنا وجون ماكاين... لقد أصبح سباقاً حقيقياً بين شخصين لهما آراء مختلفة عن مستقبل هذه البلاد».
أما جولياني، الذي كان يعوّل إلى حد كبير على ولاية فلوريدا ليفرض نفسه في المعسكر الجمهوري، فقد واجه نتيجة مخيبة للآمال. وذكرت وسائل إعلام أميركية أنه قد يعلن انسحابه من السباق لمصلحة ماكاين.
من ناحية أخرى، أجمع المراقبون على أن هاكابي لم يعد يمثّل خطراً جدياً على ماكاين في ظلّ تقلّص ميزانية حملته ومحدودية قدرته على جذب الناخبين خارج أوساط المسيحيين المحافظين. ورغم ذلك، أكد هاكابي، لـ«فوكس نيوز»، أنه «لا يزال لدينا طريق طويلة قبل أن نفكر في الانسحاب».
وكان ماكاين ورومني قد اقتسما الفوز في آخر أربع انتخابات تمهيدية، حيث فاز الأول في ساوث كارولاينا ونيو هامشير، فيما فاز الثاني في ميشيغين ونيفادا، وانتصر هاكابي في أول انتخابات تمهيدية للحزب في أيوا.
وعلى الجبهة الديموقراطية، حققت السيناتور هيلاري كلينتون فوزاً سهلاً على منافسيها، وصف بـ«الرمزي»، بعد إلغاء القيادة الوطنية للحزب تمثيل مندوبي الولاية إلى المؤتمر الوطني ومنع المرشحين من خوض حملة انتخابية علنية فيها، بسبب خلاف بشأن تاريخ الانتخاب.
وحصلت السيدة الأولى السابقة على تأييد خمسين في المئة من الناخبين، في مقابل 33 في المئة للسناتور باراك أوباما و14 في المئة لجون ادواردز الذي أعلن في ما بعد انسحابه.
ووعدت كلينتون، أمام حشد من مؤيديها في دافي جنوب شرق فلوريدا، أن تفعل «ما في وسعها ليتمثّل ديمقراطيو فلوريدا في مؤتمر الحزب».
وقلل أوباما من انتصار هيلاري، مشبهاً العملية الانتخابية في فلوريدا «بمسابقة لاختيار ملكة جمال» لا رهان حقيقياً فيها. وأشار إلى أنه «لم يقم أحد بحملة في فلوريدا والناس لا يعرفون برنامجنا».
وضمن سعيه إلى كسب أصوات الناخبين العرب والمسلمين، أعلن أوباما أنه ينوي عند انتخابه، «تنظيم قمة في العالم الإسلامي، مع رؤساء الدول، لإجراء نقاش صريح بشأن طريقة احتواء الشرخ المتسع يومياً بين المسلمين والغرب»، وذلك بعد ساعات من إعلان دعمه للمطالب اليهودية من العرب.
وكرر أوباما، في مقابلة مع مجلة «باري ماتش»، نيته «التحاور مباشرة مع دول كإيران وسوريا». وأضاف «لن نتمكن من تثبيت استقرار المنطقة إن لم نتكلم مع أعدائنا، عندما نختلف في العمق مع أحدهم، علينا التكلم معه مباشرة».
(رويترز، أ ب، أ ف ب)