طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهاز أمن الدولة الروسي أمس، أن يأخذ حذره من محاولات خارجيّة للتدخل في انتخابات آذار المقبل التي يتوقع أن تسفر عن فوز ديميتري ميدفيديف، الذي اختاره بوتين بنفسه.وجاء تحذير سيّد الكرملين من «التدخل الأجنبي»، ليخاطب المزاج القومي المتنامي الذي من المرجح أن يساعد في دعم مرشحه للسلطة. إلّا أنّ المنتقدين يشتكون من مناخ سلطوي يخنق الجدل الديموقراطي قبيل الانتخابات. وفي هذا الصدد، قالت الجهة الأوروبية الرئيسية التي تراقب الانتخابات لروسيا إنّها سترفض مراقبة انتخابات الرئاسة ما لم تخفّف موسكو القيود.
ولم يخف بوتين، الذي أشار إلى أنه سيستمر في الاحتفاظ بنفوذ سياسي حتى بعد انتخاب ميدفيديف، أنه ممتعض من وجود مراقبين أجانب. وهو كان قد قال في الانتخابات البرلمانية التي جرت في كانون الأوّل الماضي، إنّ هناك أجانب يدسون «أنوفهم القذرة» في الشأن الروسي.
ونسبت وكالات الأنباء الروسية إلى بويتن قوله خلال اجتماع لقادة أجهزة الأمن الاتحادية، «عليكم تكثيف الجهود من أجل تلقي معلومات في الوقت المناسب في شأن تدخّل في شؤوننا الداخلية. هذه دولة ذات سيادة ولن نسمح لأحد بالتلاعب بالحملات الانتخابية من الخارج». وشبّه خصومه الليبراليين المحليّين الذين يصفونه بإحياء حكم الفرد في البلاد بأنهم «دمى بيد الغرب».
ويحظر الدستور على بوتين الترشح لثلاث فترات رئاسية متعاقبة. ويسعى لضمان انتقال سلس للسلطة إلى ميدفيديف الذي يشغل الآن منصب النائب الأوّل لرئيس الوزراء.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن شعبية بوتين ودعمه لميدفيديف ستجعل الأخير يحقق فوزاً ساحقاً في انتخابات الثاني من آذار. ويقول خصوم إنه لا تتاح لهم فرصة تذكر للوصول إلى أجهزة الإعلام ويعانون من تدخل الحكومة.
ويصرّ بوتين على أنّه من المتعيّن على روسيا أن تطوّر نمطها الخاص من الديموقراطية وألّا تقلد الغرب. وقال لقادة أجهزة الأمن الداخلية، إنّ «مهمة جميع هياكل الدولة ضمان أن تكون (الانتخابات) ديموقراطية وأن يكون هناك استقرار اجتماعي وسياسي».
ووجّهت لجنة الانتخابات الروسية الدعوة إلى سبعين مراقباً من الجهة الرقابية التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا كي يحضروا إلى روسيا قبل ثلاثة أيام فقط من الانتخابات. وطلبت من موسكو تمديد البعثة للسماح لأعضائها بالحضور إلى روسيا في الأسبوع المقبل كي تتسنى لهم مراقبة الحملات الانتخابية.
وقال المتحدث باسم مكتب المؤسسات الديموقراطية وحقوق الإنسان التابع للمنظمة، كيرتس بادن، «من المستحيل تماماً مراقبة الأمر إذا كنا سنصل إلى هناك قبل ثلاثة أيام فقط من الانتخابات».
وألغى المكتب خططاً لمراقبة الانتخابات البرلمانية الروسية لأن الكرملين وضع قيوداً كثيرة وحدّد عدد المراقبين بسبعين لتغطية بلاد تمتد من شاطئ المحيط الهادئ حتى بحر البلطيق. إلّا أنّ رئيس لجنة الانتخابات الروسية، فلاديمير تشوروف، قال إنّه لم يضع عراقيل أمام مراقبي المكتب. ونسبت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء إلىه قوله: «في رأيي لا يوجد شيء معقّد، فعلنا كل شيء لتسهيل عمل البعثة إذا أرادت أن تأتي إلى روسيا».
غير أنّ بادن شدّد أوّل من أمس، على أنّه ما لم يُسمح بدخول عشرين مراقباً إلى روسيا الأسبوع المقبل لمراقبة الحملات الانتخابية فسيُلغي المهمة برمّتها. وقال: «نعم سننسحب ما لم يتم تمديد الدعوة. إذا لم يسمح لنا بالوصول إلى هناك فلن يمكننا أن نراقب بفعالية ولن يمكننا إنجاز ما كلفنا به».
(رويترز)