غزة ــ رائد لافي
3 شهداء في غزّة... ومشعل يلتقي سليمان في القاهرة
بدأ وفد حركة «حماس»، بقيادة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، أمس، محادثات في القاهرة تناولت سبل إعادة تشغيل معبر رفح، وسط بوادر «اتفاق» عبّر عنها التنسيق الكامل بين الحركة وقوات الأمن المصرية لمنع السيارات الفلسطينية من العبور إلى الجانب المصري من الحدود.
وللمرة الأولى منذ 9 أيّام، منعت قوّات مصرية وأخرى تابعة لـ«حماس» السيّارات الفلسطينية من عبور منفذ رفح. وقال عنصر من الحركة الإسلاميّة، يتمركز أمام بوّابة صلاح الدين، وهي واحدة من نقطتين لا تزالان مفتوحتين عند الحدود: «تلقّينا أمراً هذا الصباح (بمنع السيارات من العبور) ويبدو أنّه تم التوصل الى اتفاق»، حسبما نقلت وكالة «فرانس برس».
وفيما يُسمح فقط لشاحنات مصرية محملة بضائع بالمرور عبر «بوّابة البرازيل»، بقي تدفّق المارّة مستمراً في الاتجاهين، وإن كان قد تباطأ بسبب الأمطار الغزيرة. كما أنّه منظّم من جانبي الحدود، التي كانت قد فُتحت بعدما فجر ناشطون فلسطينيون السياج الفاصل.
وبالتوازي مع هذه الإجراءات عند الحدود، بدأ الوفد «الحمساوي» بقيادة مشعل محادثات في القاهرة مع مدير الاستخبارات العامّة المصرية اللواء عمر سليمان. وقال الناطق باسم «حماس»، فوزي برهوم، إنّ «اجتماعات وفد حماس مع المسؤولين المصريين بدأت وستكون مطولة ومعمقة وستُبحَث مجمل القضايا، بما فيها موضوع الحدود ومعبر رفح».
ويأتي انطلاق المحادثات بين وفد الحركة الإسلاميّة والجانب المصري، غداة تجديد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعد محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، استعداد السلطة «لتسلم المعابر، شرط تطبيق الاتفاقات الدولية»، التي تتولّى بموجبها السلطة الفلسطينية السيطرة الأمنية على معابر غزة، بما فيها منفذ رفح، بينما يقوم موظفون من الاتحاد الأوروبي بمراقبة حركة الدخول والخروج، وهو ما ترفضه «حماس» داعيةً إلى سيطرة مصريّة ـــــ فلسطينيّة فقط.
في هذا الوقت، استشهد المقاوم في «كتائب شهداء الأقصى ـــــ مجموعات الشهيد أيمن جودة»، الذراع العسكرية لحركة «فتح»، حسن عبد الرحمن الدعالسة (21 عاماً)، في هجوم نفذه ضد موقع عسكري إسرائيلي، شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، بينما توفي مريضان في القطاع، ما يرفع عدد ضحايا الحصار إلى 88 مريضاً.
وقالت «كتائب الأقصى» إنّ المقاوم الدعالسة خاض برفقة مجموعة من رفاقه، اشتباكاً مسلحاً لنحو ساعتين مع قوات الاحتلال، بعد اقتحام الجدار الحدودي شرق مدينة رفح، قبل أن يستشهد. وأضافت أنّ العملية، التي سمّيت «عاصفة الشتاء»، استهدفت موقعاً عسكرياً إسرائيلياً على بعد ثلاثة كيلومترات، داخل الجدار الحدودي الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48.
وشدّدت «الكتائب»، في بيان، على أنّ «عاصفة الشتاء» جاءت لتؤكّد أنّه «لا أمن للمحتلّ ما لم ينعم به أبناء شعبنا في أماكن وجوده كلها، وأن عمليّات الاغتيال والاعتقال والمجازر بحقّ مجاهدينا ومقاومينا سيأتي عليها الردّ والانتقام في المكان والزمان المناسبين».
وفي إطار المقاومة أيضاً، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق قذائف الهاون باتجاه المواقع الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48. وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، مسؤوليّتها عن قصف موقع عسكري لقوات الاحتلال شمال القطاع بقذائف الهاون.
وقالت «السرايا»، في بيان، إنّ مجموعة من مقاتليها أطلقت قذيفتي هاون نحو موقع لجيش الاحتلال في حاجز بيت حانون (إيرز)، شمال القطاع، وتمكنت من الانسحاب بسلام.
كما أعلنت «كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية لـ«الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين»، أنّ مجموعة من مقاتليها خاضت اشتباكاً مع وحدات إسرائيلية خاصّة شمال القطاع، وخصوصاً قرب خط التحديد في بلدة بيت لاهيا، مؤكدة وقوع خسائر في صفوف جنود الاحتلال.
وفي سياق ضحايا الحصار من المرضى، أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد المريضين، جودة محمد عبيد (56 عاماً) وعرفات إبراهيم عودة (23 عاماً)، لينضمّا إلى قائمة شهداء الحصار من المرضى، الذين فشلوا في مغادرة القطاع خلال الأشهر الثمانية الماضية لتلقّي العلاج في الخارج، بفعل الحصار وإغلاق المعابر.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أمنيّة فلسطينيّة أن قوّات الجيش الإسرائيلي اعتقلت 7 فلسطينيّين في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية بدعوى أنهم مطلوبون بعد حملة دهم وتفتيش لعدد من منازل الفلسطينيين في مدينتي نابلس ورام الله. وأكدت الإذاعة الإسرائيلية حملة الاعتقال، مشيرة إلى نقل المعتقلين جميعاً إلى مراكز التحقيق للاستجواب.