رام الله ــ أحمد شاكرغزة ــ رائد لافي

أشكينازي يدعو إلى الحوار مع «حماس»... وحجّاج غزة يهدّدون بـ«اللجوء إلى العنف»


أنّبت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض، وأبلغتهما عدم رضاها عن إجراءات «محاربة التطرف» في الضفة الغربية، بعد عملية المقاومة في منطقة «بيت كاحل»، في وقت تزايدت فيه الأصوات الإسرائيلية الداعية إلى الحوار مع «حماس»، والتي انضم إليها رئيس الأركان غابي أشكينازي، في ظل أنباء عن «عرض» من الحركة الإسلامية بخصوص إبرام صفقة تبادل أسرى.
وعلمت «الأخبار» من مصادر فلسطينية موثوقة، أمس، أن رايس أجرت اتصالين هاتفيين بالرئيس الفلسطيني ورئيس وزرائه، وأبلغتهما «عدم رضى الولايات المتحدة عن الإجراءات التي يتخذانها لمحاربة التطرف والإرهاب في الضفة الغربية».
وأشارت المصادر، التي اشترطت ألا يذكر اسمها، إلى أن رايس اتصلت بعباس وفياض مساء السبت الماضي وطلبت منهما العمل بشكل جدي لوقف العمليات العسكرية التي يشنها مقاومو الفصائل في الضفة، والمضي قدماً في عملية سحب السلاح من المقاومين وإخضاعهم للاعتقال أو العفو في مقابل وقف العنف.
وأشادت رايس، بحسب المصادر نفسها، باعتقال قوات الأمن الفلسطينية نحو عشرين عنصراً من حركة الجهاد الإسلامي، التي تبنت عملية الخليل التي أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين واستشهاد أحد منفذيها. وحثت عباس وفياض على «ضرورة العمل لإنهاء ملف النشطاء الفلسطينيين بأي وسيلة وأي طريقة كانت». لكن المصادر أشارت إلى أن عباس أبلغ رايس أنه «من غير الممكن أن يقوم بهذه الخطوات في هذا الوقت».
وأوضحت المصادر أن أبو مازن طالب رايس «بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان ووقف عمليات الاعتقال اليومية في الضفة الغربية والعدوان المستمر على قطاع غزة، ليتسنى للسلطة وقف العنف وإقناع المواطنين الفلسطينيين بأن أفق السلام حقيقي».
وفي السياق نفسه، أبلغت رايس فياض بأن «قوات الأمن الفلسطينية في الضفة غير قوية، ولا يمكن المراهنة على محاربتها حركتي حماس والجهاد الإسلامي والتطرف الآخذ بالازدياد. ورد فياض بأنه لو تسمح إسرائيل بحرية عمل الأجهزة الأمنية في الضفة وتوافق على إمرار السلاح والعتاد لها وتوقف الاعتداء على عناصر هذه الأجهزة، سيكون الأمر مختلفاً وستقوم هذه القوات بما يطلب منها وتنفذه على أكمل وجه».
في هذا الوقت، أفادت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية بأن أشكينازي أعرب عن تأييده لإجراء اتصالات مع «حماس». وأشارت إلى أنه دعا، خلال اجتماع مغلق الأحد، إلى إجراء الاتصالات «من أجل الإفراج عن (الجندي الأسير في غزة جلعاد) شاليط ووقف إطلاق الصواريخ».
وفي السياق، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن «حماس» قدّمت عرضاً خلال الأسابيع الماضية لحل قضية شاليط. وأوضحت أن العرض شكّل الدافع الأساسي وراء اجتماعات اللجنة الوزارية الإسرائيلية لبحث معايير جديدة تسهل عملية إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
ورفضت المصادر السياسية الخوض في تفاصيل اقتراح «حماس»، فيما تحدثت مصادر في مكتب رئيس الوزراء إيهود أولمرت عن تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى. وأشارت الصحيفة إلى أن خلافاً نشب بين رئيس «الشاباك» يوفال ديسكين والمسؤول عن ملف الجنود الأسرى في مكتب رئيس الوزراء عوفر ديكل حول قضية تخفيف معايير إطلاق سراح الأسرى.
وقالت إن ديسكين أبدى اعتراضه الشديد على تخفيف معيار الأسرى «الملطخة أيديهم بالدماء».
إلى ذلك، تفاقمت معاناة حجاج قطاع غزة العالقين في مدينة العريش المصرية، على متن سفينة قبالة ميناء نويبع المصري، في ظل تهديدات من الحجاج باللجوء إلى العنف، وتهديد آخرين بإلقاء أنفسهم في البحر، إذا ما أصرّت مصر على عودتهم إلى القطاع من خلال معبر كرم أبو سالم الاسرائيلي.
وأعلن نحو 2600 حاج فلسطيني، بينهم قادة في حركة «حماس» وفصائل المقاومة ومرضى ومسنّون، إضراباً عن الطعام، في وقت حذرت فيه الحركة الإسلامية من انفجار الأوضاع في القطاع إذا خضعت مصر للضغوط الخارجية ولم تبادر بفتح معبر رفح الحدودي.
وأعلن الحجاج وفاة الحاجة خضرة مسعود (50 عاماً) بعد نقلها في حال صحية سيئة للغاية إلى أحد المستشفيات المصرية في مدينة العريش.