عمدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أخيراً إلى جولة من الاستشارات مع رؤساء ووزراء خارجية سابقين ضالعين بمسار مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، في محاولة «لأخذ النصح» في مسعاها للإشراف على الجولة الجديدة من المفاوضات ولتجنب «الوقوع مجدّداً بالفشل»، حسبما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أمس.وقال هذا المسؤول، لوكالة «فرانس برس»، إن رايس التقت قبل المؤتمر الدولي في أنابوليس الرئيسين السابقين بيل كلينتون وجيمي كارتر، إضافة إلى وزراء الخارجية السابقين جيمس بيكر ومادلين أولبرايت وهنري كيسنجر ودبلوماسيين آخرين، مضيفاً أنها تعكف على قراءة كتب ووثائق عن المفاوضات السابقة.
وعشية المؤتمر الدولي، التقت رايس السفير الأميركي السابق لدى القاهرة، دانيال كيرتزر، والباحث سكوت لازينسكي، اللذين منحاها كتابهما «مفاوضات السلام العربي ـــــ الإسرائيلي». وقال كيرتزر إن رايس وعدت بقراءته.
في هذا الوقت، واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مباحثاته مع المسؤولين العرب في طريق عودته من أنابوليس إلى الضفة الغربية. والتقى أول من أمس الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله.
وقال عباس، في مؤتمر صحافي في القاهرة، إن الهدف الرئيسي من المشاركة في اجتماع أنابوليس كان إطلاق عملية المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأضاف أنه جاء إلى مصر للتباحث مع مبارك في نتائج اللقاء الدولي. وقال إنه «ستكون هناك لجنة لقيادة المفاوضات تسمى لجنة عليا للمفاوضات، ومعها لجان فرعية كل منها مسؤولة عن موضوع مثل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات وغيرها. وعمّا إذا كان هناك ضمانات لاستكمال عملية المباحثات، جدّد عباس القول: «لا توجد أي ضمانات، لكنّ هناك مجتمعاً دولياً ومؤسسات دولية كلها كانت تريد السلام، بالإضافة إلى وجود مرجعيات دولية ودعم عربي وإسلامي قوي، وجديّة أميركية».
وفي الرياض، بحث الملك السعودي والرئيس الفلسطيني تطورات عملية السلام في المنطقة، واستمع منه إلى عرض للمباحثات التي جرت في مؤتمر أنابوليس للسلام في الولايات المتحدة.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية «واس» بأن عبد الله أعرب عن أمله أن تؤدي جميع الجهود الدولية المبذولة إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
من جهته، أعلن رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات أن إطلاق عملية المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل سيكون على مسارين، «يبدأ أولهما في الثاني عشر من الشهر الجاري، ويتناول قضايا التسوية الدائمة بما فيها قضايا المياه واللاجئين والقدس والحدود. أما المسار الثاني، فستتابع اللجنة الثنائية استحقاقات خريطة الطريق».
في هذه الأثناء، وصل رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض أحمد قريع إلى دمشق حيث سيجري مباحثات مع كبار المسؤولين السوريين. وقالت مصادر سورية لوكالة الأنباء الألمانية إن من المتوقع أن ينقل قريع إلى القيادة السورية النتائج التي تمخضت عن مؤتمر أنابوليس.
إلى ذلك، شدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، على أن وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء في لجنة مبادرة السلام يعملون حالياً على تقويم نتائج مؤتمر أنابوليس. وقال موسى إن «الجانب العربي يترقّب حدوث تقدم في مفاوضات السلام خلال الأسابيع المقبلة، ومن خلالها سيتضح إذا ما كان هناك تقدم أو لا»، مشيراً إلى أهمية الاجتماع الذي ستستضيفه روسيا بعد ثلاثة أشهر لمتابعة سير المفاوضات.
ورأى موسى أن مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس، وتضمين جدول أعمال المؤتمر للمسارين السوري واللبناني، خطوة إلى الأمام لاحتمالات حدوث حركة على هذا المسار. وأشار إلى أن هناك جهوداً ستبذل خلال الأسابيع المقبلة، تمهيداً لطرح هذين المسارين على طاولة المفاوضات.
وعن رؤيته للطرح الإسرائيلي بيهودية الدولة، قال موسى: «ليس دورنا الإقرار بيهودية الدولة، فليسموا أنفسهم ما يشاؤون، وما نعرفه أن هناك دولة اسمها إسرائيل، إذا أرادت السلام فلا مانع لدينا من التطبيع معها، طبقاً لمبادرة السلام العربية ولشروط معينة».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، د ب أ)