رغم فشل اجتماع الدول الست (5+1)، في باريس أول من أمس، في التوصل إلى قرار موحّد بشأن فرض عقوبات مشددة في مجلس الأمن الدولي على إيران، رجَّح دبلوماسي فرنسي إمكان أن تتوصل القوى الكبرى إلى اتفاق بهذا الشأن في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.ونسبت صحيفة «سكوتلند أون صندي» البريطانية أمس إلى الدبلوماسي، الذي لم تكشف هويته، قوله «إن لقاء القوى الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) في باريس كان إيجابياً، وسمح لنا أن نتصور إمكان استصدار قرار جديد خلال فترة قصيرة».
وأوضح المصدر نفسه أنه «ستجري صياغة نص تسوية يُطرح على العواصم الأسبوع المقبل» لإحالته، في حال الموافقة عليه، على مجلس الأمن في نيويورك، فيما أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أنه «سيكون قرار حل وسط» بين الدول التي تدعو إلى الصرامة مع إيران والأخرى، مثل الصين وروسيا المتحفظتين على تبنّي عقوبات صارمة.
وأكد الدبلوماسي الفرنسي أن لقاء الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي، كان «كارثياً»، مضيفاً أن «سولانا خرج متسائلاً عن مستقبل التفاوض مع طهران».
وحالت الثلوج دون تمكّن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك، من مغادرة كندا والتوجه إلى باريس لحضور اجتماع دول (5+1) السبت.
وفي طهران، قال جليلي إن بلاده ليست مسؤولة عن خيبة الأمل التي عبَّر عنها سولانا، بعد محادثاتهما في لندن، مشيراً إلى أنها تنمّ عن عدم القدرة على حرمان طهران من حقوقها النووية.
وأوضح جليلي أن مباحثاته مع سولانا «تضمنت إطاراً ديموقراطياً وأمنياً ونووياً واقتصادياً»، مشدداً على «ضرورة أن يتطابق تقرير سولانا مع الأداء المنطقي لإيران». وأضاف: «لقد طرحنا فكرة تضم ثلاثة محاور، وهي التعاون المشترك لنزع السلاح ومواجهة انتشاره، والتعاون من أجل الاستفادة السلمية من الطاقة النووية».
أمّا المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، فقد قال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، «إذا كانت هذه القوى تحاول حرمان إيران من حقوقها، فإن القرارات والعقوبات لن تكون مثمرة»، مضيفاً: «إذا كان هناك بعض التوقعات التي تتجاوز المعاهدات، فإنها ليست مقبولة بالنسبة إلينا».
من جهة ثانية، دعا المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، جون بولتون، إلى استخدام القوة ضد إيران لوقف تهديدها النووي، محذراً من أن هذا التهديد لا يقتصر على منطقة الشرق الأوسط وحدها.
وقال بولتون (59 عاماً)، في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز»، «علينا أن ننظر إلى الموقع الاستراتيجي الذي تسعى إليه إيران منذ نحو 20 عاماً، وهو امتلاك أسلحة نووية، ونتخذ الخطوات المطلوبة لمنع هذا التوجه قبل فوات الأوان». وفضّل بولتون أن يجري تغيير النظام في طهران، معرباً عن اعتقاده بأن هذا النظام «ضعيف».
وفي الشأن الإيراني الداخلي، ذكرت شبكة «خبر» الإخبارية الإيرانية للأنباء أن استقالة وزير التعليم الإيراني محمود فارشيدي تأكدت أمس، وقبلها الرئيس محمود أحمدي نجاد. وأوضحت أن رئيس الجامعة الحرة علي رضا علي أحمدي هو الخليفة المحتمل لفارشيدي.
وسيكون فارشيدي بذلك ثامن وزير في الحكومة الإيرانية يترك منصبه.
إلى ذلك، وصف مصدر سياسي إيراني مطلع «الاتهامات المتكررة»، الصادرة عن مساعد وزير الخارجية البريطانية كيم هاولز، بشأن الانتخابات في إيران، بأنها نابعة من وجهة نظر بريطانية «أحادية الجانب للمبادئ والأسس الديموقراطية». وأوضح أن عدد العمليات الانتخابية التي جرت في إيران و«حرية المرشحين» و«التنافس الحر» تضع إيران في طليعة الكثير من دول العالم في هذا المجال».
(يو بي آي، رويترز، د ب أ، أ ف ب، أب)