بغداد ـ الأخبار
خرجت الانشقاقات والخلافات داخل تنظيم «القاعدة» في العراق إلى العلن، مع إعلان «أمير دولة العراق الإسلامية» المسؤول الأوّل في «القاعدة في بلاد الرافدين»، أبو عمر البغدادي، في تسجيل صوتي أمس، أنّ «تنظيم القاعدة في العراق تمّ حلّه، ولم يبقَ منه سوى 200 شخص أعلنوا بيعتهم للدولة الاسلامية».
وجاء هذا الإعلان إثر خلافات حادّة مع التنظيم الدولي بقيادة أسامة بن لادن، الذي انتقد في رسالة صوتية قبل نحو شهر تصرّفات «القاعدة» في العراق، حيث كان متوقّعاً أن تتمّ إعادة ترتيب «البيت القاعدي»، من خلال المبعوث الخاص لبن لادن إلى العراق، عبد الهادي العراقي، الذي أُلقي القبض عليه في إحدى دول الجوار، وتسليمه إلى الأميركيّين قبل شهرين.
ويعيد المراقبون الخلافات بين قيادة التنظيم في العراق، وبين القيادات التابعة لبن لادن، إلى إعلان «دولة العراق الإسلامية» في العراق، وما أثارته من تشكيك في مشروعيتها لكون تأسيسها يفترض أن يكون من خلال مبايعة كلّ الفصائل الإسلامية المسلّحة.
كذلك نفى البغدادي أن يكون لتنظيمه علاقة بايران، ورأى أنّ هذه «الشائعات المغرضة» هدفها النيل من «الدولة الإسلامية». وقال إن «تنظيم القاعدة كان هو المسؤول عن اغتيال (رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر) الحكيم، ومحاربة قوّات بدر وجيش المهدي، فكيف يكون عميلاً لإيران؟».
وكشف البغدادي عن تشكيل فوج باسم «جيش الصديق»، لقتال من سماهم «المرتدّين» من جنود «الصحوة»، معلناً بدء «غزوة» تنتهي في 19 كانون الثاني المقبل، تستهدف جيش وجنود الصحوة وقوات الأمن العراقيّة.
في هذا الوقت، أعلن الجيش الأميركي مقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين بانفجار عربتهم في غرب العراق. كذلك قُتل ثمانية عراقيين وأُصيب ثلاثون آخرون في تفجير انتحاري وسط سوق شعبي في بلدة جلولاء في محافظة ديالى.
في المقابل، كشف المتحدّث باسم خطّة «فرض القانون» العميد قاسم عطا، عن نيّة الحكومة دمج مجالس الصحوة في الأجهزة الأمنية بعد التأكّد من ولائها، وذلك بالتنسيق مع القوات الأميركية.
بدورها، طلبت الحكومة العراقية تمديد وجود القوّات الأجنبية في العراق عاماً واحداً وأخيراً. وهذا التفويض تطلبه الحكومة سنوياً، إلا أنّ «إعلان المبادئ» الذي وقّعه رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الأميركي جورج بوش أخيراً نصّ على أن يكون هذا التفويض الأخير من نوعه قبل توقيع الاتفاقية طويلة الأجل بين العراق والاحتلال الأميركي.