strong>نجاد يعلن «النصر» على واشنطن ولاريجاني يطالب بعدم «التشدّد»
بعد أقل من شهرين على تلويح الرئيس الأميركي جورج بوش بـ«حرب عالمية ثالثة» إذا واصلت إيران برنامجها النووي، اكتفى أمس بتهديد طهران بـ«العزلة» إذا لم توقف التخصيب وتعود إلى طاولة المفاوضات.
وقال بوش، خلال جولة في ولاية نبراسكا، «هذه الدول (بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا) تفهم أن المسألة النووية الإيرانية تُمثّل مشكلة تتطلب معالجة من المجتمع الدولي» من دون أن يأتي على ذكر الصين.
وأضاف إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ومستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي اتصلا بلندن وباريس وبرلين وموسكو لمناقشة المسألة الإيرانية، وإنه لا يزال على إيران «تقديم المزيد من التوضيحات حول تطلعاتها النووية وتصرفاتها السابقة».
وشدّد بوش على أن «على الإيرانيين اتخاذ خيار استراتيجي، فإمّا أن يوضحوا موقفهم أمام المجتمع الدولي حول نطاق أنشطتهم النووية، ويقبلوا تماماً العرض المُقدَّم إليهم منذ فترة في مقابل تعليقهم برنامج تخصيب اليورانيوم والحضور إلى الطاولة للتفاوض، وإما أن يستمروا على طريق العزلة التي لا تخدم مصلحة الشعب الإيراني»، مشيراً إلى أن «الخيار يعود إلى النظام الإيراني».
بدورها، طالبت رايس بالاستمرار في الضغط على إيران من خلال مزيد من العقوبات في الأمم المتحدة. وقالت، للصحافيين الذين يرافقونها في الطائرة التي أقلتها الى إثيوبيا عن طريق إسبانيا، «هناك وقت للدبلوماسية، لكننا لا نستطيع التوقف لنقول: لم نعد نحتاج الى الدبلوماسية»، مشددةً على «أننا نتّبع الاسراتيجيا الصحيحة». وتابعت «ما زلت أرى إيران قوة خطيرة على صعيد السياسة الدولية».
بدوره، اتهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إيران بالاستمرار في تحدي مطالب المجتمع الدولي من خلال عدم وقف نشاطاتها في مجال تخصيب اليورانيوم. وقال ميليباند، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الصيني يانغ جيتشي في لندن، إن بلاده «لن تنحرف عن مطالبها باستصدار قرار جديد في مجلس الأمن الدولي يفرض عقوبات إضافية ضد نظام طهران بالرغم من تقديرات الاستخبارات الأميركية بأنه جمّد برنامجه لتطوير أسلحة نووية».
وفي برلين، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أولريش فيلهيلم، إن «إيران واصلت انتهاك القانون الدولي .. لأنها لا تلتزم قرارات مجلس الأمن»، مستنتجاً أنه «لا يزال هناك سبب للشعور بالقلق».
في المقابل، رأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، أن تقرير الاستخبارات الأميركية يتيح «فرصة» لإيران لحل الأزمة الراهنة. وقال، في مؤتمر صحافي في برازيليا، «إنه يتيح فرصة أمام إيران الآن، لأن ساحة إيران برّئت نوعاً ما حين قالت إنها لم تكن تعمل في برنامج للأسلحة خلال السنوات القليلة الماضية على الأقل».
في هذا الوقت، وصف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تقرير الاستخبارات الأميركية بأنه «انتصار للأمة الإيرانية» في المعركة النووية ضد واشنطن. وقال نجاد، خلال جولة في إقليم إيلام غربي إيران، إن «الشئ المهم هو أننا كسبنا المعركة ضد الولايات المتحدة لمصلحة الحفاظ على شرفنا واستقلالنا». وأضاف إن إيران بحاجة إلى 50 الف جهاز طرد مركزي إضافي لتخصيب اليورانيوم.
أمّا ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية في المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، فدعا من جهته إلى «عدم اتخاذ مواقف متشددة»، موضحاً أن «الملف النووي هو الآن في وضع جيد وبإمكاننا الوصول إلى نتائج جيدة ووضع حد أمام مغامرات الأميركيين». وأضاف «إن تقرير الأميركيين يثبت استراتيجيتنا الصحيحة التي اتّبعناها حتى اليوم».
(ا ف ب، يو بي آي، د ب أ، ا ب، رويترز)