عشيّة الجولة الثالثة من المحادثات الأميركية ـــــ الإيرانية في شأن أمن العراق المتوقّعة على صعيد السفراء في بغداد الأسبوع المقبل، عاد الحديث عن دور إيران في بلاد الرافدين يطغى على تصريحات كل من وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس وجنرال الاحتلال دايفيد بيترايوس.وخلال مؤتمر صحافي في العاصمة البحرينية المنامة أمس، قال غيتس، الذي عبّر عن ارتياحه إزاء زيارته إلى بغداد والموصل أول من أمس، إنّه «من المبكر الربط بين تراجع وتيرة انفجار العبوات الناسفة الإيرانيّة الصنع في العراق وتوقّف دعم الإيرانيّين للمتمرّدين». ويُعدّ هذا الكلام مناقضاً لما سبق أن أعلنه غيتس أخيراً من أنّ إيران أوقفت دعمها للميليشيات المسلّحة كالتزام منها لعهود قطعها الرئيس محمود أحمدي نجاد لرئيس الحكومة العراقية نوري المالكي في آب الماضي.
وكشف الوزير الأميركي، الذي يشارك في اليومين المقبلين في مؤتمر عن الأمن في الخليج، أنّه «لا يتوقّع أن تكون هناك اتصالات مع الإيرانيّين» خلال اللقاء المنتظر في بغداد.
بدوره، أكّد بيترايوس أنّ جيشه «يراقب إيران عن كثب، بعد تعهّدها تقديم المساعدة للجم العنف في العراق، فنحن لاحظنا انخفاض الهجمات لكننا في وضع الانتظار والترقب لما سيحدث لاحقاً».
وأعرب بيترايوس عن ارتياحه إزاء التقدّم الذي تحقّق على الصعيد الأمني في العراق، لكنّه أكّد أنّ جيشه لا يزال بعيداً عن «الاحتفال بالنصر».
وعزا بيترايوس انخفاض العنف إلى مجموعة من العوامل، بينها زيادة عديد قوات الأمن العراقية وتصدّي العرب السنة لتنظيم «القاعدة» وزيادة الدعم دول الجوار مثل سوريا وتجميد نشاطات ميليشيا «جيش المهدي» ستة أشهر.
في هذا الوقت، حدثت مشادّة كلامية خلال جلسة مجلس النواب العراقي أمس بين رئيس كتلة «التوافق» عدنان الدليمي والنائب عن الكتلة الصدرية بهاء الأعرجي، عندما تطرّق الأخير إلى الاتهامات الموجّهة إلى عناصر حماية الدليمي، مشيراً إلى وجوب مساءلته عمّا حدث.
وقال الأعرجي إنّه يمتلك وثائق تشير إلى أنّ «السيارة المفخَّخة وُجدَت بجانب مقر الحزب الذي يرأسه الدليمي، وهذه الوثائق توضح إجراءات التفجير». غير أنّ الدليمي رأى أنّ كلّ ما ذكره النائب الصدري «غير صحيح»، وأنّه سيدافع عن نفسه حتى لو رُفعت الحصانة عنه، قائلاً: «كلّ الوثائق التي يملكها الأعرجي مزوّرة».
ميدانياً، قُتل جندي أميركي في بغداد، و8 من عناصر البشمركة في معركة دامت ساعتين بينهم وبين «قوّة من الإرهابيّين»، بحسب مصادر كرديّة شمال محافظة ديالى. كما قُتل 9 رجال شرطة عراقيّين في المحافظة نفسها، ووُجدت جثث لـ3 آخرين في نواح أخرى من البلاد.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)