بغداد ـ الأخبار
التيار الصدري يتهم الحكيم بـ«الرضوخ للطغيان»... و«هيئة العلماء» تصعّد

عادت التطوّرات الساخنة إلى الساحة العراقيّة، في الشقّين الأمني والسياسي؛ فقد شهد يوم أمس تفجيرين انتحاريّين داميَين ضدّ «قوات الصحوة»، بالتزامن مع إعلان «كتائب ثورة العشرين»، إحدى أكبر التنظيمات المسلّحة، عن عودة تفعيل مقاومتها ضدّ الاحتلال وأعوانه. أمّا سياسياً، فبرز هجوم مباشر شنّه التيار الصدري على رئيس «المجلس الإسلامي الأعلى في العراق»، السيد عبد العزيز الحكيم، مع إنهاء البرلمان دورة أعماله لهذه السنة بمناسبة الأعياد المقبلة، وتأجيل محاولات إقرار القوانين الأساسية إلى العام المقبل.
ولقي ما لا يقلّ عن 30 شخصاً مصرعهم وأصيب عشرات آخرون بجروح في تفجيرين، أحدهما نفّذته امرأة، استهدفا مركزين لـ«مجالس الصحوة» وسط وقرب إحدى البلدات المختلطة في محافظة ديالى المضطربة شمالي شرقي بغداد، وبالتحديد في قريتي المنصورية والمقدادية.
وبينما أعلنت «كتائب ثورة العشرين» أنّ المقاومة أعادت ترتيب صفوفها، أكدت هيئة علماء المسلمين، في بيان وزّعته أمس، تمسّكها بمقرّها العام في جامع أم القرى، الذي استولى عليه ديوان الوقف السنّي، «لأنّه رمز وتاريخ وحقّ ثابت لا تلغيه مغالطات السيد أحمد عبد الغفور»، رئيس ديوان الوقف السنّي المعيَّن من الحكومة.
وبحسب الخريطة الجغرافية ـــــ السياسية لموقع المقرّ، يُلاحَظ أنه يقع بالقرب من الطريق الرئيسي المؤدّي إلى منطقة أبي غريب، التي تُعدّ معقلاً للفصائل المسلّحة، وخصوصاً «كتائب ثورة العشرين». كما تحيط به أحياء المنصور والغزاليّة والجامعة والعدل، وهي جميعها من المناطق الساخنة أمنياً، ولا يمكن الوصول إليه عدا هذه المنافذ، سوى من حيّ الشعلة، وهو بدوره أحد معاقل «جيش المهدي».
ويدلّ ذلك أنّ اختيار السامرائي لهذا الموقع يضعه في وسط النيران من كلّ الجوانب، وإنّ ما دفعه نحو خطوته هو الهدوء النسبي في بغداد في الآونة الأخيرة. وفسّر مراقبون اللهجة الحادّة في بيان هيئة العلماء، بأنّ لها علاقة ببيان كتائب ثورة العشرين، وببوادر عودة موجة العنف.
في المقابل، وصف ممثّل التيّار الصدري، الشيخ صلاح العبيدي، الزيارة التي قام بها الحكيم إلى واشنطن الأسبوع الماضي بأنّها «رضوخ للطغيان» و«مصادرة لتاريخ» المرجعيّة الشيعيّة.
وقال العبيدي، خلال خطبة الجمعة في مسجد الكوفة، إنّ أميركا «تمثّل الجبروت والطغيان في العالم، فمن يذهب إليها لا ينفي ما يرافقه من رضوخ للطغيان».
إلى ذلك، وضعت وزارة الخزانة الأميركية سبعة أشخاص، قالت إنّهم يدعمون الجماعات المسلحة في العراق من سوريا، في قائمة تحظّر على المواطنين الأميركيّين القيام بأي تعاملات معهم.
ووصف وكيل وزارة الخزانة للإرهاب والتمويل الدولي ستيوارت ليفي، في بيان، الأشخاص السبعة بأنّهم «عناصر في النظام العراقي السابق وآخرون يدعمون حركة التمرّد في العراق انطلاقاً من سوريا».
وقال البيان إنّ هؤلاء هم فوزي مطلق الراوي، وحسن هاشم خلف الدليمي، وأحمد وطبان إبراهيم حسن التكريتي، وأحمد محمد يونس الأحمد، وسعد محمد يونس الأحمد، وثابت الدوري وحاتم حمدان العزاوي.
وفي السياق، نجا الرجل الثاني في نظام الرئيس الراحل صدام حسين، عزة إبراهيم الدوري، من محاولة لاعتقاله شرق مدينة تكريت. وقال مصدر أمني في محافظة صلاح الدين «إنّ قوة من الشرطة وعناصر الصحوة والأمن الوطني داهمت ليلة الخميس ـــــ الجمعة مخبأً في إحدى القرى شرق تكريت، بناءً على معلومات مؤكّدة تفيد بأنّ عزّة الدوري يستخدمه لعقد لقاءات مع مقرّبين منه».
وكشف المصدر عن أنّ القوّة لم تجد الدوري في المكان، لكنها عثرت على وثائق وصفتها بأنها «ذات قدر كبير من الأهمية» عن علاقة الرجل بالتنظيمات المسلّحة، وتتضمّن معلومات عن الفصائل المسلحة وتشكيلاتها وطريقة عملها وأهدافها، والهجمات على مراكز وقوات الجيش والشرطة. لكنّها خلت من أي إشارة إلى هجمات على القوّات الأميركية، على حدّ تعبيره.
وأشار المصدر إلى أنّ بعض الوثائق توضح العلاقة بين جناح البعث الذي يتزعمه الدوري، والآخر بقيادة محمد يونس الأحمد، اللذين «لا مجال للتفاهم بينهما»، بحسب الوثائق، لكون الأحمد «خائناً وعميلاً باع نفسه لأجهزة المخابرات العربية التي تسيّره من دمشق».