أعلن ابن الزعيم الليبي معمر القذافي، سيف الإسلام، في حديث نشر أمس على موقع صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية الإلكتروني، أنه ستوقّع عقود بينها شراء «طائرات إيرباص بأكثر من ثلاثة مليارات يورو»، و«مفاعل نووي»، خلال زيارة والده إلى فرنسا الاثنين.وأضاف سيف الإسلام «إننا نفاوض على طائرات رافال»، المقاتلات الفرنسية التي لم تصدّر إلى الخارج بعد.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي سيستقبل الاثنين والأربعاء العقيد الليبي. وأوضح المتحدث باسم الإليزيه، دافيد مارتينون، أن الزيارة الرسمية، وهي الأولى للقذافي منذ 34 سنة، ستستمر حتى 15 من الشهر الجاري.
وبالتزامن مع وصول القذافي إلى فرنسا الاثنين، تزور الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني، الذين كانوا معتقلين في ليبيا، باريس، في وقت أملت المعارضة الليبية في المنفى ألا تُستغل زيارة القذافي إلى فرنسا لتدعيم حكمه.
وقال الأمين العام للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا، إبراهيم عبد العزيز صهدفي، في رسالة إلى ساركوزي، «ندرك أن زيارة العقيد القذافي المزمعة إلى فرنسا تأتي في إطار رغبة فرنسا في تنمية وتطوير علاقاتها ومصالحها مع ليبيا». وأضاف: «نأمل ألا تُستغل الشراكة الفرنسية ـــــ الليبية لتدعيم حكم القذافي على حساب تطلّعات الشعب الليبي في التغيير والحرية والديموقراطية».
وأكدت الرسالة، التي سُرّبت إلى وسائل إعلام عربية وأجنبية، أن «الشعب الليبي يشعر بخيبة أمل للجهود التي تبذلها بعض الأطراف الدولية، والرامية إلى إعادة تأهيل نظام القذافي الدكتاتوري، وقبوله في المجتمع الدولي، متغاضية عن تاريخ إرهابه الدولي، وجرائمه ضد الشعب الليبي وجيرانه».
وعلى رغم دعوات المعارضة الليبية، نصب العقيد القذافي خيمته المزركشة في العاصمة البرتغالية لشبونة، في سياق مشاركته في القمة الأوروبية ـــــ الأفريقية الثانية، مصطحباً حرسه النسائي ووفداً مكوناً من 200 شخص.
واجتمع القذافي أمس،مع رئيس الوزراء البرتغالي خوسيه سكراتس، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي، ووزير الدفاع البرتغالي هنريك نونوماركيز تيكسيرا، في مستهل جولته ألاوروبية الأولى والموسعة منذ تولّيه السلطة عام 1969، والتي تشمل فرنسا وإسبانيا وربما بريطانيا وإيطاليا.
وخلافاً لما كان متوقعاً، تراجعت إسبانيا في اللحظات الأخيرة عن استقبال القذافي، وامتنعت مدريد عن تفسير هذا الإلغاء المفاجئ، فيما قالت مصادر ليبية إن طرابلس عملت على إتمام هذه الزيارة وإظهار احتفاء حكومات دول الاتحاد الأوروبي بالقذافي.
وسعى مصدر في رئاسة الحكومة الإسبانية إلى التخفيف من حدة صدمة إلغاء الزيارة، مشيراً إلى سعي حكومته مع الليبيين لاستكمال إعداد برنامجها، بما فيه لقاء مع رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو، من دون تحديد تاريخ معين لإتمامها.
(الأخبار، أ ف ب)