اعترف وزراء خارجيّة دول حلف شمالي الأطلسي رسميّاً أمس، بوجود صعوبات متنامية في العلاقات بين الحلف وروسيا، إلّا أنّهم أعربوا عن نيتهم العمل على إنهاء الخلافات في شأن إقليم كوسوفو، الذي تنتهي مدّة المحادثات الرسمية بشأن مصيره الاثنين المقبل، والرقابة على الأسلحة.وبعد اجتماعهم مع وزير الخارجيّة الروسي سيرغي لافروف في بروكسل، أصدر الوزراء بياناً تضمّن إشارة واضحة، على نحو غير مألوف، للخلافات بين خصمَي الحرب الباردة السابقيَن، اللذين أجريا على مدى 10 سنوات مشاورات منتظمة لتحسين العلاقات. وقال: «بعد عشر سنوات على توقيع الاتفاق التأسيسي بين حلف شمالي الأطلسي وروسيا، فإن هذه الشراكة دخلت مرحلة من التحدّي». وأضاف: «نقدّر حوارنا البنّاء والصريح مع روسيا، ونريد مواصلته، بما في ذلك حوارنا حول القضايا التي نختلف بشأنها»، إلا أنّ تضييق الخلافات حول الوضع النهائي لكوسوفو (استقلاله عن صربيا أو إعطائه حكماً ذاتياً) لم يتمّ. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن المتحدث باسم الحلف، جايمس أباثوراي، قوله: «هل ضيّقنا الخلافات؟... لا».
وبعد الاجتماع، أعاد لافروف تأكيد المطالب الروسيّة ببذل جهود دوليّة من أجل التوصل إلى حل وسط بين بلغراد وبريشتينا بشأن مستقبل الإقليم، وأن تستمر المحادثات بعد الموعد الذي حدّده الغرب كمهلة. وقال، في مؤتمر صحافي، «سنستمرّ في التفاوض، ونأمل في التوصّل إلى اتفاق مشترك».
وحذّر لافروف من أنّ حل مسألة الإقليم خارج إطار الأمم المتحدة سيكون سابقة، وسيقود أوروبا إلى «منزلق» تترتّب عليه «نتائج غير متوقعة... لن تسهم بالتأكيد في استقرار أوروبا». وانتقد «الذين يعتقدون بأنّ في إمكانهم التصرّف بحريّة» مع قوانين المنظّمة الدوليّة و«اتفاق هلسنكي» الذي أرسى أسس الأمن والتعاون بين الدول الأوروبيّة.
وقرّر «الأطلسي» إبقاء قوّاته في كوسوفو، المسمّاة «كفور»، التي تعدّ نحو 17 ألف جندي. إلّا أنّه ترك لوزراء خارجية الحلف ودول الاتحاد الأوروبي، الذين يجتمعون الاثنين، مهمّة التوصّل إلى توافق بشأن الردّ الواجب إعطاؤه على الإعلان المحتمل لاستقلال كوسوفو من جانب واحد، والمرجّح في مطلع 2008.
فقد شدّد ألبان الإقليم، الذين يعدّون نحو 90 في المئة من سكّانه، على أنّهم، وفي حال فشل المفاوضات، سيعلنون الاستقلال من جانب واحد، لكن بالاتفاق مع الأميركيّين والأوروبيّين.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)