علي حيدر
خصّصت الحكومة الإسرائيلية، أمس، حيّزاً أساسياً من اجتماعها الأسبوعي لبحث تداعيات تقرير وكالات الاستخبارات الأميركية حول البرنامج النووي الإيراني، الذي أربك تل أبيب وقيَّد حملتها الدبلوماسية للتحريض على إيران.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن عضو المجلس الوزاري المصغر، إسحاق كوهين، (عن حركة «شاس») هاجم الإدارة الأميركية بشدة على ما تضمنه تقرير الاستخبارات بخصوص المشروع النووي الإيراني وقارن بين تعاملها الحالي مع المعلومات الاستخبارية «التي تصل من إيران حول نياتها في شأن صنع قنبلة نووية، والتقارير الاستخبارية التي وصلت إلى الأميركيين عن قطارات محملة (باليهود) في الطريق إلى معسكر الإبادة. ولكنهم ادّعوا آنذاك أن هذه قطارات صناعية».
وأشار كوهين إلى أنه «من غير الممكن في الوقت الذي يعلن فيه الرئيس الأميركي جورج بوش التزامه بالسلام في أنابوليس، ينشر الأميركيون تقريراً استخبارياً كهذا يرفض المعلومات الموجودة بحوزتنا عن نيات إيران بالتسلح النووي». وتساءل «كيف يمكن أن نعتمد على الأميركيين الذين ينشرون تقريراً يقوِّض ما يعرفه العالم كله بوضوح عن إيران، ويفرِّغ كل الكفاح ضد الإيرانيين من محتواه؟». وقدر أن يكون التقرير الأميركي «من صنع شخص ما يريد حواراً مع طهران». وأضاف «من يعتقد أن الرئيس الإيراني (محمود أحمدي نجاد) هو من أحباء صهيون، تلقى بطاقة شرعية من الأميركيين، هو مخطئ ومضلل، بل هو خانق صهيون. ويبدو أن شخصاً ما في الولايات المتحدة قد نام في الحراسة ولكننا نحن باقون ملتزمون الحذر».
ونقلت «يديعوت» عن مصدر سياسي أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «إيران ستبذل كل ما في وسعها من أجل مواصلة مسيرتها»، مشيراً إلى أن طهران «تحاول إرباك العالم الغربي». وقال المصدر، الذي رأى المواد التي بحوزة إسرائيل، إنه «يوجد ما يكفي من المعلومات التي تدين الإيرانيين». وأوضح «حتى لو أنه لا توجد أدلة بأيدي العالم، لكن الاتجاه واضح. وبالنسبة لنا، لا يوجد شك في أن هذه نية أحمدي نجاد وحكم آيات الله الذي يوجهه. ولدى إسرائيل ما يكفي من المعلومات التي تراكمت من أجل الالتزام باستمرار النشاط الدولي المكثف ضد استمرار إنتاج القنبلة».
وبرز خلال جلسة المجلس الوزاري المصغّر أن هناك رأياً موحّداً وسط الغالبية الساحقة من الوزراء يدعو إلى التنصل من التقرير الأميركي. وقال وزراء رفيعو المستوى في المجلس الوزاري إن «بحوزة إسرائيل معلومات توضح أن إيران لم توقف مسارات إنتاج القنبلة الذرية، بل أخفتها فقط. لكن رغم ذلك، فإن رئيس الحكومة ووزيري المطبخ المصغر إيهود باراك وتسيبي ليفني ليسوا في وارد مواجهة مع الإدارة الأميركية».
وكان نائب رئيس الحكومة ايلي يشاي، قد أشار، قبل جلسة الحكومة، إلى أن إسرائيل ملتزمة «باستمرار الضغط الدولي على إيران». وأوضح «إننا نعرف الحقيقة، مثلما العالم كله يعرفها. ومن الممنوع علينا التعامل بسذاجة مع نتائج التقرير الأميركي. هذا التقرير خاطئ ويحاول تأجيل النهاية. ويحول الخطر إلى أكثر خطورة».
وحذر يشاي من أن «مناورات تسويف تعرضنا والعالم كله للخطر». ورأى أنه ليس هو الوقت الملائم لإمكان شن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية. لكن، في المقابل، «علينا ألا نغفل عن الحراسة وينبغي العمل في المستويات، من أجل إحباط الخطر الإيراني».
وفي السياق نفسه، قال نائب رئيس الحكومة، حاييم رامون، لإذاعة الجيش إن إيران «كانت وستبقى عنصراً خطيراً على المنطقة والعالم بسبب طموحاتها النووية».