بغداد ــ الأخبار
لم تلح أيّة بوادر لتحسين العلاقات بين التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي على خلفيّة الهجوم الذي شنّه مساعد السيد مقتدى الصدر، الشيخ صلاح العبيدي، على الزيارة الأخيرة للسيد عبد العزيز الحكيم إلى واشنطن، ووصفه لقاءه مع الرئيس جورج بوش بأنّه «مصادرة لنضال الحوزة وخنوع للجبروت». فقد ردّ المجلس الأعلى بحدّة، في بيان، على تصريحات العبيدي، واصفاً إياها بأنها «باطلة ومهينة لملايين العراقيّين، وتكشف عن جهل كبير وعدم معرفة بالواقع».
بدوره، قال القيادي في المجلس، صدر الدين القبانجي، إنّ التيار الصدري «لم يفِ بوعوده في التخلّص من البعثيّين في صفوفه»، ما استوجب ردّ أحد قادة التيّار على هذه الاتهامات أيضاً.
وانضمّ الأمين العام لمنظّمة أنصار الدعوة في العراق مازن مكية (المقرب من رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري) إلى تبادل الاتهامات بين الطرفين، فاتخذ موقفاً منحازاً للتيار الصدري، إذ قال أمس: «نشهد بين الحين والآخر أن طرفاً عراقياً معيناً يتداول مع الإدارة الاميركية في مصير ومستقبل العراق وشعبه، رغم أنّ العراقيين لم يخوّلوا طرفاً محدّداً للخوض في قضية تتعلق بوجودهم ومصيرهم».
في هذا الوقت، كشف المتحدّث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أمس عن أنّ بغداد اقترحت رسميّاً على الجانبين الأميركي والإيراني عقد جولة جديدة من المباحثات في الوضع الأمني في العراق قبل نهاية العام الجاري، وذلك على مستوى الخبراء، لا السفراء، «لأن العراق يريد وضع آليات للعمل وخطوات إيجابية تعزز الأمن في ربوعه، لا مفاوضات سياسية».
وأثنى الدباغ على موقف الحكومة الإيرانية و«التزامها» ما وعدت به خلال الجولات السابقة، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة «أرسلت هي الأخرى رسائل إيجابية تجاه إيران خلال الفترة الماضية».
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أعلنت في وقت سابق أمس، على لسان المتحدّث باسمها محمد علي حسيني، أنّ مسؤولين عراقيّين اقترحوا عقد الجولة المقبلة من المحادثات قبل نهاية كانون الثاني الجاري، وأنّ طهران «تدرس الفكرة لتحديد مستوى مشاركتنا في تلك المحادثات».
بدوره، شنّ رئيس الوزراء نوري المالكي حملة مضادّة على حملة «جبهة التوافق العراقية»، من دون أن يسمّيها، على ما تصفه بأنه «انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان». وحذّر المالكي من استغلال هذه الشعارات وتسييسها لإسقاط حكومته. وفي كلمة ألقاها بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، قال المالكي: «على هؤلاء الذين يطالبون باحترام حقوق الإنسان أن يبادروا إلى احترامها بدل استغلال هذه الشعارات لمحاربة حكومتنا».
ميدانيّاً، كان الأبرز مقتل قائد شرطة محافظة بابل اللواء الركن قيس المعموري وخمسة من حراسه بعبوة ناسفة استهدفت موكبه في مدينة الحلّة.