بول الأشقر
أقرّت الجمعيّة التأسيسيّة (البرلمان) في بوليفيا أمس، الدستور الجديد المثير للجدل، الذي يعطي الرئيس إيفو موراليس حقّ الترشّح لعدد غير محدّد من الولايات ويمنح السكّان الأصليّين، الذين يشكّلون غالبيّة البوليفيين، قوّة أكبر في النظام.
والإقرار جرى بعدما بدأت الغالبيّة الموالية لموراليس في الجمعيّة، في خطوة مفاجئة أول من أمس، عقد جلسات مفتوحة في مدينة أورورو لبحث الدستور الجديد مادة مادة، وهي خطوة تبعت تمرير النصّ الكامل الشهر الماضي في ثكنة عسكريّة في مدينة سوكروبعد محاصرة المقرّ من جانب أنصار المعارضة وتعثّر عقد الجلسات في المقر الأصلي، قرّرت الغالبيّة نقل المقرّ إلى أيّ مكان تتوافر فيه شروط الاجتماع، كما عُدّل القانون الداخلي للسماح بإقرار الدستور الجديد الذي كان يتطلّب أصلاً أكثريّة الثلثين. وفيما حضر جزء من المعارضة وامتنع عن التصويت، دخل جزء آخر منها إلى القاعة فقط للاعتراض على «لا شرعيّة» ما يحصل ثم انسحب.
وينتظر الآن عرض الدستور الجديد على الاستفتاء، الذي لم يحدّد موعده بعد في ظلّ إشارات إلى أنّه غير مرجّح أن يجري قبل أيلول من العام المقبل. وكانت خمس «لجان مدنيّة» في الولايات الشرقيّة المعارضة، قد هدّدت بوضع تدابير استقلاليّة بمجرّد أن تنتهي الجمعيّة التأسيسيّة من إقرار الدستور الجديد، الذي لن تعترف به.
والمواد التي لم تنل موافقة الثلثين خلال الجلسة، ستعرض على الاستفتاء العام كي تقرّ أو تلغى، ومن بينها واحدة تتطرّق إلى الحد من ملكيّة الأراضي لدى الأفراد، وهي مسألة يعارضها كارتيل الزراعة في البلاد بقوّة.
وستمنح الوثيقة الجديدة السكّان الأصليّين (62 في المئة من البوليفيّين) استقلاليّة أكبر وسيطرة أوسع على أراضيهم التاريخيّة، للتعويض عن قرون من الحرمان والتمييز، اللذين مارسهما نظام نخبة متحدرّة من أوروبا، حسبما يشدّد موراليس.
وبعد لحظات من إقرارها، وصف الرئيس اليساري الوثيقة الجديدة بأنّها «سعادة عظيمة للشعب الأصلي والحركة الشعبيّة»، وتكرّس «انتقالاً سلمياً» للنفوذ والسلطات. كما ستؤمّن له شخصياً إمكان الترشّح لعدد غير محدّد من الولايات، وهو الأمر الذي فشل في تحقيقه حليفه ونظيره الفنزويلي هوغو تشافيز الأسبوع الماضي.
وفي تطوّر لافت، هاجمت قيادة الجيش، المعارضة الفنزويليّة «الجبانة» التي تحثّ المؤسّسة العسكريّة على القيام بانقلاب على الرئيس، ودعت الضباط والجنود إلى احترام الدستور والدفاع عن وحدة البلاد، وذلك في ردّ على بعض اتّهامات المعارضة التي تتهم هذه القيادة بأنّها «جبانة» مع موراليس.
إلى ذلك، وفي إشارة مريبة إلى تدهور الوضع، هاجم مئات من اليوليفيّين، في منطقة ريبارالتا، الجمعة الماضي، طائرة فنزويليّة كانت تنقل عدداً من الخبراء في الكوارث الطبيعيّة العائدين إلى بلادهم بعد انتهاء مهمتهم في المساعدة على السيطرة على ذيول الفيضانات التي نكبت بوليفيا قبل أشهر، ما أجبر الطائرة على الهبوط في البرازيل حيث جرت تغذيتها بالوقود. وفيما اعتذر موراليس رسمياً لفنزويلا عن الحادث، أعلنت المعارضة البوليفية أن الطائرة كانت تنقل شحنات من الأسلحة، وهو ما نفته السلطات البرازيلية في بيان رسمي.