strong>عباس يزور لندن قبل مؤتمر باريس... والسلطة تريد 5.6 مليارات دولار
بدأ الإسرائيليون والفلسطينيون أمس التحضير للجولة الأولى من المفاوضات المقرّر أن تنطلق غداً الأربعاء، في جوّ مثقل بالخلافات، ولا سيما بعد القرار الإسرائيلي بمواصلة الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة.
وعُقد أمس لقاء بين وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ورئيس الوزراء الفلسطيني السابق أحمد قريع في القدس المحتلة. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات إن قريع «كرر أمام تسيبي ليفني رفض الفلسطينيين التام لخطط تنص على بناء مساكن في هار حوما (جبل أبو غنيم) ومواصلة الاستيطان في الضفة الغربية». وأضاف: «قال لها إن هذه الخطط تضرّ بعملية السلام».
أما قريع فقال من جهته إن اللقاء «يُعَدّ بداية لاجتماعات تسع لجان للخبراء من الجانبين كُلّفت كلٌّ منها إحدى القضايا الكبرى في النزاع».
من جهته، قال المتحدّث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، مارك ريغيف، إن «هناك تحديات كثيرة (في المفاوضات). ستكون عملية معقدة، لأن القضايا العالقة معقدة، لكننا نريد أن تؤدي إلى نتيجة». وعبّر عن «الأمل» في ألا يمثّل توسيع مستوطنة جبل أبو غنيم عقبة في طريق المفاوضات.
وشدّدت الرئاسة الفلسطينية على ضرورة وقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية من أجل الدخول في مفاوضات جدية. وقال المتحدث باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، في بيان، إن «الامتحان الحقيقي للنيات الإسرائيلية يتمثل بوقف فوري لجميع أعمال الاستيطان بكل أشكاله، بما فيها ما يسمى النمو الطبيعي». وأضاف أن «إصرار الحكومة الإسرائيلية على سياستها الاستيطانية يهدد بتخريب الجهود التي تبذلها الأطراف الدولية، بما فيها الإدارة الأميركية التي عليها واجب التدخل ومراقبة تطبيق خريطة الطريق التي تنص على وقف الاستيطان تمهيداً لمفاوضات جادة».
وأعلن عريقات أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيقوم بجولة أوروبية، تشمل لندن، قبل التوجه إلى باريس للمشاركة في مؤتمر المانحين في 17 الشهر الجاري. وفي السياق، قال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، الذي يزور بروكسل، إن السلطة الفلسطينية ستسعى إلى الحصول على مساعدات بقيمة 5.6 مليارات دولار خلال هذا المؤتمر. وأوضح أن الأموال ستستخدم لتعزيز اقتصاد الأراضي الفلسطينية خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وأضاف، بعد لقائه المفوّضة الأوروبية للعلاقات الخارجية، بينيتا فيريرو فالدنر، إن هناك «حاجة ملحّة» لإسرائيل لفك حصارها عن غزة الذي «لا يجلب سوى البؤس المطلق» لسكان القطاع.
أما فالدنر فانتقدت من جهتها خطط إسرائيل لبناء أكثر من 300 شقة في الجزء الشرقي من القدس المحتلة. وقالت: «أدعو الحكومة الإسرائيلية للالتزام بكل تعهداتها التي قطعتها قبل وخلال (مفاوضات) أنابوليس، وتجنّب أي عمل قد يشكّك في عملية بناء الثقة لدى كلا الجانبين».
وفي القاهرة، رأى وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن مشروع إسرائيل لتوسيع حي جبل أبو غنيم الاستيطاني بمثابة «قتل لعملية السلام». وشدّد على أنه «لا يمكن التحدث عن مفاوضات وعن تسوية في وقت تمضي فيه إسرائيل في طريق الاستيطان، حتى لو كان ذلك بدعوى التوسّع الطبيعي للمستوطنات». وتابع: «ليس هناك شيء اسمه التوسّع الطبيعي للمستوطنات، فذلك يعدّ إخلالاً بخريطة الطريق ومتطلباتها، وكأن هذا الأمر يستهدف قتل عملية السلام».
ورداً على سؤال عن احتجاج إسرائيل على فتح معبر رفح أمام الحجاج من قطاع غزة، قال أبو الغيط: «فليحتجّ من يحتجّ. وأن يقبل الاحتجاج أو لا يقبل فذلك لا يعنيني، ولكن ما يعنيني هو الالتزام (السماح لأبناء قطاع غزة) بأداء فريضة الحج».
بدوره، وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى رسائل إلى أعضاء الرباعية الدولية، وزيري خارجية الولايات المتحدة وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة والممثل الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، بشأن خطة الاستيطان الإسرائيلية التي رأى أنها تمثِّل «انتهاكاً صارخاً للتعهدات التي ذكرت في مؤتمر أنابوليس».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)