محمد بدير
تشكك الرئيس السابق لـ«الموساد» ومجلس الأمن القومي الإسرائيليين، افرايم هاليفي، أمس، في أن يكون الإيرانيون قد تمكّنوا من تضليل وخداع الأجهزة الاستخبارية الأميركية في ما يتعلق بتقريرها الأخير في شأن ملف طهران النووي.
وقال هاليفي، في مقابلة أجرتها معه القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، أول من أمس، تعليقاً على ما نشرته صحف بريطانية ونسبته إلى الاستخبارات البريطانية من أن الإيرانيين تمكنوا من تضليل وخداع الاستخبارات الأميركية، إن الخبر المذكور قد يكون ملفقاً، وإن نشره في صحيفتين بريطانيتين في الوقت نفسه هو عمل «تضليلي ومخادع»، واستبعد أن يكون الخبر صادراً عن الأجهزة الأمنية البريطانية.
وكشف هاليفي عن أن «الأميركيين، عندما قرروا تعقب النشاط النووي الإيراني، شكلوا ست مجموعات عمل، وكل مجموعة أعدّت وفحصت التقرير المذكور بحسب تخصصها، ومن وجهة نظرها هي، في الوقت الذي قامت فيه مجموعة أخرى بفحص احتمال أن تكون المعطيات الواردة في التقرير مسربة بهدف التضليل والخداع، وقامت هذه المجموعة أيضاً بفحص هذا الاحتمال من خلال التسليم المبدئي بأن الأمر قد حصل فعلاً».
وحول ما يعتقده من الغاية من نشر التقرير المذكور، أوضح هاليفي أن «نشر التقرير هدف إلى تحقيق غايتين: الأولى، الكشف بأن إيران كانت تنوي إنتاج قنبلة نووية. والثانية، أن للإيرانيين قدرة وإمكانية علمية تكنولوجية وتصنيعية كافية لإنتاج سلاح نووي». وأضاف: إن «هذين الأمرين الأساسيين كافيان لإثبات أن إيران تستعد، وهي قادرة على إنتاج سلاح نووي، والسؤال متى يكون ذلك، ووفق أية حسابات ومقاييس، فهو شيء آخر».
وحول الأسباب التي تحتم ضرب إيران على خلفية مشروعها النووي، قال هاليفي «لا أعرف إن كانت هناك ضرورة الآن لمثل هذا العمل».
أما وزير التهديدات الاستراتيجية، أفيغدور ليبرمان، فكشف من جهته عن أنه اقترح على الحكومة الإسرائيلية في عام 2001 توجيه ضربة عسكرية إلى إيران بهدف القضاء على برنامجها النووي. وقال ليبرمان، في مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، إن «هذه كانت الفرصة الوحيدة لتوجيه ضربة ولمرة واحدة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني ... لكن الجميع ثار عليّ حينئذ، واليوم أصبحنا في مكان آخر». وأضاف «لقد ضيّعنا هذه الفرصة والمسألة أصبحت في مكان مختلف كلياً».
ورأى ليبرمان أن العالم العربي تراجع إلى الوراء من حيث عداؤه لإسرائيل، و«أصبحت إيران هي أصل الشر، والتي توفر الدعم لسوريا وحزب الله وحماس».
وفي السياق، أفادت تقارير إعلامية إسرائيلية بأن القادة الأمنيين الإسرائيليين الذي اجتمعوا برئيس أركان الجيش الأميركي، مايكل مولن، الذي زار إسرائيل أول من أمس لمدة يوم، عرضوا عليه المعلومات المتوافرة لديهم بخصوص المشروع النووي الإيراني.
وذكرت صحيفة «معاريف» أن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، ورئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكنازي، هاجما أمام مولن التقرير الذي أعدته الاستخبارات الأميركية، ونفت فيه وجود برنامج نووي عسكري لدى إيران في الوقت الراهن. وأشار مراسل القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي إلى إن مولن أوضح لمضيفه أن «الجيش لم يكن شريكاً مباشراً في إعداد التقرير، وأنه لا يقرّ كل ما ورد فيه».